ملف ضبط الحدود اللبنانية السورية إلى الواجهة.. ما طبيعة التوتر الجديد؟
أعلنت إدارة أمن الحدود السورية بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، سيطرتها الكاملة على الحدود السورية اللبنانية، وذلك عقب تمشيط كامل لمنطقة الحدود والسيطرة على قرى أكوم وحاويك ووادي الحوراني والتلال المحيطة بها، بعد معارك استمرت لعدة أيام بين قوات إدارة العمليات العسكرية ومسلحين في المنطقة.
وفي الجهة المقابلة، أكد الجيش اللبناني مداهمة منازل مطلوبين في بلدتي القصر بقضاء بعلبك الهرمل والعصفورية في عكار، مؤكدا ضبط كميات كبيرة من القذائف الصاروخية والأسلحة الحربية والذخائر.
وكان ملف ضبط الحدود اللبنانية السورية عاد إلى الواجهة من جديد، بعد اشتباكات دارت بين قوات الأمن السورية ومهربين مسلحين من أبناء العشائر المنتشرة على ضفتي الحدود.
وبدأت المعارك في قرى حدودية سورية يسكنها لبنانيون من العشائر، قبل انتقال نيرانها إلى داخل الأراضي اللبنانية.
واندلعت المعارك الخميس الماضي، بعدما شنت قوات الأمن السورية حملة تمشيط وسيطرت على القرى السورية الواقعة في ريف حمص الجنوبي الغربي، وهي مناطق ريف القصير الحدودية مع شمال شرقي لبنان، ما أدى إلى مواجهات مع مهربين مسلحين من العشائر اللبنانية.
والقرى التي دارت فيها الاشتباكات داخل الأراضي السورية، هي حاويك ومطربا وأكوم وزيتا التي تسكنها عشائر لديها امتداد جغرافي وعائلي مع سكان قرى لبنانية حدودية، منذ ما قبل تقسيم سايكس بيكو وإنشاء دولة لبنان الكبير عام 1920.
وبعد تقدم القوات السورية في تلك البلدات، لجأ المهربون المسلحون إلى بعض القرى على الجانب اللبناني، إذ جرى تبادل القصف بين الجهتين.
الحدود اللبنانية السورية
أما القرى اللبنانية الحدودية التي أصابتها النيران من الأراضي السورية، فهي بشكل خاص القصر والكواخ وفيسان، قبل تدخل الجيش اللبناني، معلنًا انتشاره في تلك البلدات بعد اتصال جرى بين الرئيسين اللبناني جوزيف عون والسوري أحمد الشرع.
هذه الاشتباكات طرحت تساؤلات عن مستقبل الحدود اللبنانية السورية، والمعابر الشرعية وغير الشرعية فيها، ومنها ما شهد اشتباكات أخيرًا، خصوصًا معابر مطربا وقلد السبع وجوسية.
وهذه المعابر وغيرها على طول الحدود اللبنانية السورية، كانت مادة للسجال في لبنان، بعد عام 2005، بين ما كان يعرف بقوى 14 آذار التي طالبت آنذاك بنشر قوات دولية فيها، وبين حزب الله وحلفائه الذين رفضوا المقترح.
وعاد الجدل بشأن الحدود والمعابر غير الشرعية بعد اشتعال الثورة السورية، في ظل تهريب السلاح والبشر عبرها، إضافة إلى الاشتباكات التي شهدتها بعض المناطق الحدودية بين حزب الله والجماعات الإسلامية المتطرفة.