أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، مساء أمس الإثنين، بأن مستوطنين إسرائيليين حاولوا إقامة بؤرة استيطانية جنوبي سوريا، ورفعوا لافتة مرتبطة بفكرة "إسرائيل الكبرى".
وقالت الصحيفة: إن "أكثر من عشرة (مستوطنين) إسرائيليين حاولوا إقامة بؤرة استيطانية في جنوب سوريا تحت اسم ألوني هبشان"، مضيفة أن المستوطنين "اجتازوا الحدود مع سوريا، وحاولوا إقامة البؤرة الاستيطانية، إلا أن قوات الجيش الإسرائيلي أعادتهم إلى داخل البلاد"، حسب قولها.
أطماع نتنياهو
بدوره، قال الكاتب الإسرائيلي ينون شالوم يتح على منصة "إكس"، إن عائلة إسرائيلية تقطن مستوطنة بالضفة الغربية المحتلة اجتازت الحدود مع سوريا، وحاولت إقامة بؤرة استيطانية قرب مرتفعات الجولان السوري المحتل.
وأشار يتح إلى أن المستوطنين الإسرائيليين كانوا يعتزمون البقاء هناك لفترة طويلة، بينما نشر صورة تجمع رجلًا وامرأة وعددًا من الأطفال، ويحملون لوحة مكتوب عليها اسم البؤرة التي كانوا يعتزمون إقامتها.
كما رفعوا لافتة كتب عليها "نفيه هبشان"، وهي عبارة تحمل دلالات توراتية مرتبطة بفكرة "إسرائيل الكبرى"، بحسب الكاتب.
وفي 12 أغسطس/ آب الجاري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة عبرية، إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، ردًا على سؤال عن شعوره بأنه في "مهمة نيابة عن الشعب اليهودي".
وهذه الرؤية القائمة على التوسع واحتلال مزيد من الأراضي العربية وتهجير الفلسطينيين، تشمل وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية، من الفرات إلى النيل.
الرؤية الاستعمارية
واستخدمت عبارة "إسرائيل الكبرى" بعد حرب 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية.
في السياق، لفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي هرعت إلى المكان واقتادتهم للتحقيق، حيث اعترف المستوطنون بأنهم بادروا بأنفسهم لإقامة هذه البؤرة الاستيطانية "دون أي دعم خارجي"، وفق ادعائهم.
يذكر أن بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، ندد بتصريحات نتنياهو، واصفًا إياها بأنها "تمثل استهانة بالغة وافتاتًا صارخًا وخطيرًا لقواعد القانون الدولي، ولأسس العلاقات الدولية المستقرة، وتشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي ولسيادة الدول، والأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وهذا التطور اللافت في خطوة المستوطنين، يعتبر استمرارًا للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة في سوريا، حيث أعلنت تل أبيب انهيار اتفاقية فصل القوات الموقعة مع دمشق عام 1974، تزامنًا مع إسقاط نظام بشار الأسد أواخر 2024.
ولم تشكل الإدارة السورية الجديدة، القائمة منذ 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أي تهديد لتل أبيب، ورغم ذلك، توغل الجيش الإسرائيلي مرارًا داخل أراضي سوريا وشن غارات جوية قتلت مدنيين ودمرت مواقع عسكرية وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري.