عمد الأهالي في مخيم عشوائي في الشمال السوري إلى تحويل خيمة لصف مدرسي للطلاب بهدف تعليمهم وتخليصهم من الجهل، في وقت تشير فيه الأرقام إلى أن مليوني طفل سوري لم يلتحقوا بالمدارس وفق اليونسيف.
ويوجد نحو 930 مخيمًا للنازحين السوريين لا مراكز تعليمية فيها، وأكثر من 190 ألف طالب، لا يتلقون التعليم وفق منظمة "منسو استجابة سوريا".
وأمام الواقع المأساوي للتعليم الذي تعيشه مخيمات الشمال السوري الخارج عن سيطرة النظام، فإن الدعوات تتعالى لإيجاد خطوات جدية من المجتمع الدولي بهدف إنقاذ مستقبل أطفال الخيام الذين يحلمون بالحصول على مقعد دراسي حتى لو كان في خيمة.
معوقات يجب حلها
وفي هذا الإطار، قال رئيس شبكة الباحثين في منظمة وحدة تنسيق الدعم، ماهر الهديب، إن هناك في مخيمات الشمال السوري نحو مليون و800 ألف نازح يعانون من ظروف تعليمية سيئة، حيث هناك 44% من الأطفال محرومون من التعليم.
وأضاف من مدينة غاز عنتاب التركية، أن الحرمان من حق التعليم؛ يرجع لعمالة الأطفال من أجل مساعدة عوائلهم، وارتفاع التكاليف المدرسية، فضلًا عن نقص الكتب، وعدم دعم المدرسين وغياب تغطية تكاليف المعلمين.
وأشار الهديب، إلى أنه في يناير/ كانون الثاني 2023 سيكون هناك تجديد للقرار الأممي حول السماح بدخول المساعدات إلى سوريا، ولذلك فإن الموافقة على القرار ستكون في ذروة الاحتياجات في فصل الشتاء، وخاصة أن روسيا قد توقف قرار التجديد داخل مجلس الأمن.
ولفت الهديب، إلى أن الحكومة البريطانية داعمة للعملية التعليمية، لكن الدعم انخفض من 450 مدرسة إلى 150 مدرسة عام 2022، مما يعني أن الكثير من المدرسين سيكونون بدون دعم، مما سيؤثر على التعليم وسترتفع نسب التسرب.
ومضى يقول: "إن الدعم هام خاصة أنه مرتبط بتأمين الوقود للتدفئة ومنع هروب الطلاب".
وأشار إلى أن "نحو 300 خيمة مهددة بالفيضانات مع حلول الشتاء القادم وفق تقديرات أممية، ولا سيما أنه في كل عام تتكرر المأساة في المخيمات".
وأفاد بأن "الاحتياجات المطلوبة للشتاء القادم تقدر بـ 155 مليون دولار، لا يتوفر منها سوى 24 مليونًا".