الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

"مليونية 27 أكتوبر".. كر وفر في الخرطوم بين المحتجين والقوى الأمنية

"مليونية 27 أكتوبر".. كر وفر في الخرطوم بين المحتجين والقوى الأمنية

Changed

مراسلة "العربي" ترصد أجواء المظاهرات في السودان ضد الانقلاب العسكري (الصورة: الأناضول)
نظمت لجان المقاومة في الخرطوم، مظاهرات أمام القصر الجمهوري احتجاجًا على الانقلاب العسكري وقتل المحتجين.

أغلقت السلطات السودانية، اليوم الخميس، جسر المك نمر الرابط بين العاصمة الخرطوم ومدينة بحري، والشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي، ومحيط القيادة العامة للجيش على خلفية إعلان لجان إحياء بحري التظاهر ضد الانقلاب العسكري.

وفرّقت الشرطة السودانية مئات المحتجين في العاصمة الخرطوم، ومدينتي أم درمان (غرب) وبحري (شمال)، حيث حاول المتظاهرون الوصول إلى القصر الرئاسي، لكن القوات الأمنية، أطلقت في مواجهتهم القنابل الصوتية، وعبوات الغاز المسيل للدموع بكثافة.

بدورهم، أغلق المتظاهرون عددًا من الشوارع الرئيسة والفرعية وسط العاصمة الخرطوم بالحواجز الإسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة، وردوا على القوات الأمنية بقذفها بالحجارة ما أدى إلى حالات كر وفرّ في الشوارع الرئيسية والفرعية.

وكانت لجان المقاومة في الخرطوم، قد دعت للتظاهر أمام القصر الجمهوري اليوم تحت شعار "مليونية 27 أكتوبر"، للمطالبة بالحكم المدني الديمقراطي وما وصفته بمواصلة قتل المتظاهرين.

وشيع أمس الأربعاء في أم درمان، متظاهر جديد قضى خلال قمع الاحتجاجات بحسب بيان لجنة الأطباء المركزية، والذي أكد تقرير الطب الشرعي إصابته برصاصتين في الرأس والصدر.

وتكوّنت "لجان المقاومة" في المدن والقرى، عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، وكان لها الدور الأكبر في إدارة المظاهرات في الأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير، في 11 أبريل/ نيسان 2019.

الإجراءات الأمنية لم تردع المحتجين

ومن الخرطوم، تلفت مراسلة "العربي" درة قمبو أن إغلاق الجسور والطرقات لم يمنع المتظاهرين من الوصول إلى قلب العاصمة، حيث اتخذوا سبل أخرى رابطة بين بحري والخرطوم.

كذلك استغل المشاركون قرب المسافة بين أم درمان وبحري للوصول إلى الخرطوم، كما تحرك بعضهم عن طريق بعض الجسور الفرعية وآخرين بادروا بالعبور قبل إغلاق الجسور من قبل الشرطة، وفق قمبو.

أما الشرطة، فكانت تحاول استباق وصول المحتجين عبر ملقاتهم في نقاط متقدمة عن مركز المدينة بحسب ما رصدت قمبو، في حين تنتشر بكثافة أيضًا منذ الصباح الباكر في مركز المدينة ومحيط القصر الجمهوري، حيث تمارس استعراضًا للقوة وتمشيط المنطقة.

وتردف المراسلة: "كل ذلك ينصب في محور اقتراب الوصول إلى تسوية سياسية كما يشير الوسطاء، في حين ينصب غضب الشارع على ملف العدالة والمطالبة بالقصاص لقاتلي المتظاهرين الذي وصل عددهم إلى 119 قتيلًا منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021".

المشهد السياسي السوداني

ويشهد السودان بوتيرة شبه يومية، احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي وترفض إجراءات البرهان الاستثنائية التي يعتبرها الرافضون "انقلابًا عسكريًا".

وينفي رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان التهم ويقول إنه اتخذ إجراءات 25 أكتوبر الماضي لـ"تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، متعهدًا بتسليم السلطة إما عبر انتخابات أو توافق وطني.

وبدأت بالسودان، في 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.

المصادر:
العربي - الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close