شارك آلاف السودانيين اليوم السبت في مظاهرات بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى تحت عنوان "مليونية 29 رمضان"، للمطالبة "بعودة الحكم المدني" في البلاد، وبمناسبة الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة.
وكانت مراسلة "العربي"، قد أشارت إلى أن لجان المقاومة نادت منذ أمس الجمعة بالخروج إلى الشارع بمختلف المدن السودانية، لا سيما في هذا اليوم الذي يُعد ذكرى فض الاعتصام والخذلان -كما يفضل المتظاهرون تسميته- من قبل الجهات الأمنية وإن لم تكن هي المتهمة بالأدلة.
ولفتت إلى أن لجان التحقيق لم تخرج حتى الآن بتقرير واضح حول هوية من يقف وراء قتل المتظاهرين في ذلك اليوم.
تزامنا مع الذكرى الثالثة لمقتل أكثر من 100 متظاهر.. الجيش السوداني يغلق الجسور وينشر قواته في محيط القصر الرئاسي #السودان تقرير: ساهر عريبي pic.twitter.com/o9kFucP0te
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 30, 2022
وتردف بأن "مراقبين يعتبرون ألا مبرر لحدوث ذلك في قلب العاصمة، التي من المفترض أن تكون مؤمنة بالكامل، وألا يكون هنالك من يرتدي زيًا نظاميًا من قبل الجهات النظامية وقوات الدعم السريع، وأن يمثل بالمتظاهرين في عقر دار القوات المسلحة والجيش".
وفضّ مسلحون يرتدون زيًا عسكريًا في يونيو 2019، اعتصامًا مطالبًا بتسليم السلطة للمدنيين أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم.
وأسفر ذلك عن مقتل 66 شخصًا، بحسب وزارة الصحة، في حين قدّرت "قوى إعلان الحرية والتغيير" (قائدة الحراك الشعبي آنذاك) العدد بـ 128.
إغلاق طرقات ورفع شعارات
واليوم، خرج آلاف المتظاهرين في مدن الخرطوم وبحري وأم درمان ومدني والدمازين وبورتسودان وعطبرة، وردّدوا شعارات مناوئة لـ"الحكم العسكري".
وأغلق المتظاهرون، شوارع رئيسية وفرعية في العاصمة الخرطوم، بالحواجز الإسمنتية وجذوع الأشجار والإطارات المشتعلة.
مواكب مدينة الخرطوم الديم#مجزرة_القيادة_العامة#مليونية29رمضان pic.twitter.com/nicum3Enp8
— Twasul Gamal Aldain | سولا الدكتوره (@TwasulGamal) April 30, 2022
كما رفعوا لافتات كُتب عليها: "لا للحكم العسكري"، و"دولة مدنية كاملة"، و"الشعب أقوى والردة مستحيلة"، و"حرية، سلام، وعدالة"، و"نعم للحكم المدني الديمقراطي".
وكانت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم قد أعلنت فجر اليوم السبت، حظر التجمعات وسط العاصمة، وطالبت القائمين على المظاهرات بـ"ضرورة الالتزام بالسلمية وعدم السماح للمخربين بالدخول وسط المتظاهرين السلميين، تفاديًا لوقوع أعمال تخريب وإصابات".
ويشهد السودان، منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، احتجاجات ترفض إجراءات استثنائية اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحلّ مجلسَي السيادة والوزراء الانتقاليين.
ومقابل اتهامات له بتنفيذ انقلاب عسكري، قال البرهان إنه اتخذ هذه الإجراءات لـ"تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، متعهدًا بتسليم السلطة إما عبر انتخابات أو توافق وطني.
وبدأت بالسودان، في 21 أغسطس/ آب 2019، مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقّعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.