الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

مناطق النظام تغرق في الظلام.. أزمة الكهرباء تؤرق ملايين السوريين

مناطق النظام تغرق في الظلام.. أزمة الكهرباء تؤرق ملايين السوريين

Changed

"العربي" يبحث في أزمة الكهرباء التي تضرب مناطق النظام في سوريا
يعاني ملايين السوريين في مناطق النظام من انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة يوميًا تصل إلى 10 ساعات.

شتاء هذا العام، هو الأقسى على ملايين السوريين ممن يعيشون في مناطق النظام الممتدة على أكثر من 60% من مساحة سوريا، على وقع أزمة كهرباء تكاد تكون الشغل الشاغل للمواطنين.

فساعات التقنين تمتد من 8 إلى 10 ساعات، بينما يأتي التيار الكهربائي على دفعات لا تزيد عن الساعتين في اليوم، رغم تفاوتها بين منطقة وأخرى.

أما سبب أزمة الطاقة الكهربائية فينقسم إلى شقين، الأول هو غياب أنواع الوقود من نفط وغاز اللازمين لتشغيل محطات التوليد. والثاني، ما خلّفه قصف النظام على المدن السورية من تلفٍ للبنى التحتية الخاصة بشبكة الكهرباء.

وعليه، بدأ السوريون يلجؤون إلى بدائل أخرى أبرزها الطاقة المتجددة وتحديدًا ألواح الطاقة الشمسية، الممتدة فوق البيوت أو في الأراضي الزراعية لإنتاج قليل من الكهرباء، وإن تكلف تجهيزها مبالغ قد تصل إلى 3000 آلاف دولار أو أكثر.

انخفاض إنتاج الكهرباء

وصرّح وزير الكهرباء في حكومة النظام السوري غسان الزامل خلال مشاركته في معرض أبو ظبي للاستدامة، أن إنتاج مناطق النظام من الكهرباء يصل إلى حوالي 2000 ميغا واط، بينما كانت قبل الحرب 10 آلاف ميغا واط.

وأشار الزامل إلى أن غياب الكهرباء ناتج عن العقوبات الغربية على سوريا، وعدم توافر الطاقة الأحفورية.

كلام وزير الكهرباء، جاء بعدما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيران رفضت تزويد النظام بمزيدٍ من النفط الرخيص، واشترطت عليه الدفع مقدّمًا وفق سعرٍ يصل إلى نحو 70 دولار للبرميل، مقابل تزويد النظام بشحنات جديدة من النفط.

فاتورة السياسة الإيرانية

ويصف السوريون في مناطق النظام حياتهم اليومية، بأنها "جحيم" يعيشونه داخل هذه المدن السورية التي يمضون شتاءهم فيها بدون وقود أو كهرباء، تزامنًا مع ارتفاع جنوني في أسعار السلع.

ووفق عبد المنعم الحلبي أستاذ الاقتصاد في جامعة غازي عنتاب التركية، تتعدد أسباب هذه الأزمة على رأسها أحداث سياسية لعبت دورًا مهمًا، والمتمثّلة بشكلٍ رئيسي بفشل المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بالملف النووي.

فعدم التوصل إلى اتفاق نووي جديد، أعاد تشديد عقوبات غربية على إيران "تم تكميمها" في السابق، ما انعكس سلبًا على نشاط استجلاب الكهرباء.  

كما أن الأحداث الداخلية التي تجري في إيران منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، عاملًا أساسيًا أثرّ على أولويات وقدرات إيران المالية، ما دفعها بمخاطبة النظام السوري بطريقة مباشرة حول ضرورة أن تقوم دمشق بدفع مستحقاتها المالية مقدّمًا ونقدًا، وفق الحلبي.

تلاعب متعمد

وعن الخيارات الاقتصادية في ظلّ توقّف الدعم الإيراني، فيلفت أستاذ الاقتصاد في حديث مع "العربي" إلى أن السوريون يميزون بين الملاءة المالية للنظام والملاءة المالية للدولة.

ويشرح من غازي عنتاب: "نحن نعتقد أن الدولة هي ذات الخزائن الفارغة، أو التي تم تفريغها خلال السنوات الماضية وتحميل المواطن أعباء ذلك، بينما بقي كثير من أركان النظام يتمتعون بقدرات مالية كبيرة في موازنة خاصة للنظام".

وعلى سبيل المثال، هناك نوع من السيطرة على العملات الأجنبية لصالح فئة معينة بحيث يتوفّر الدولار بشكل كبير لدى النخب الاقتصادية في حين يكون ممنوع تداوله أو حتى استجلابه بسعر مساوٍ للسوق السوداء، للقسم الآخر، بحسب الحلبي.  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close