منح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون جنسية بلاده للمجاهد الهادي رجب بعد أيام من وفاته، وهو الذي كان شاهدًا على مجزرة ساقية سيدي يوسف التي اختلطت فيها الدماء التونسية بالدماء الجزائرية.
والهادي رجب تونسي الأصل، وُلد في فبراير/ شباط 1941 في مدينة الكاف التونسية، واسمه الأصلي الهادي بوليفة.
الثورة التحريرية
انخرط الهادي مبكرًا في صفوف الثورة التحريرية في الحدود الشرقية مع تونس. وكان شاهدًا على مجزرة ساقية سيدي يوسف الدامية، التي ارتكبتها القوات الفرنسية في 8 فبراير 1958 انتقامًا من التضامن التونسي الجزائري والدعم التونسي للثورة الجزائرية.
إثر ذلك، التحق بالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني الشهيرة، التي تأسّست سنة 1958 بتونس العاصمة، ولم يتجاوز حينها الـ14 من عمره. وقد نظّم مع أعضائها أغان ومسرحيات في العديد من المهرجانات والتظاهرات الثقافية الدولية للتعريف بالقضية الجزائرية.
انخرط باكراً في صفوف الثورة الجزائرية وكان شاهداً على مجزرة ساقية سيدي يوسف التي اختلطت فيها الدماء التونسية بالدماء الجزائرية.. من هو الهادي رجب الذي منحه الرئيس الجزائري الجنسية بعد وفاته؟ #الجزائر pic.twitter.com/THEpqxzAuU
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) February 7, 2023
وبعد الاستقلال، أصبح رجب أحد قامات الأغنية الوطنية، قبل أن يعتزل بحكم تقدمه في السن.
عاش محرومًا من الجنسية
وبينما عمل الهادي رجب في الإذاعة الجزائرية، إلا أنه عاش محرومًا من الجنسية الجزائرية إلى أن توفي عن عمر ناهز 82 عامًا في 28 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وأثار ذلك حفيظة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي أبلغته أرملة المجاهد بأنه حاول الحصول على الجنسية في حياته دون جدوى، وفقًا لوكالة الأنباء الجزائرية.
فوقّع تبون مرسومًا يقضي بمنح الهادي رجب الجنسية بعد علمه بالوضع الخطير والمخزي الذي تعرّض له.
وقال بحسب الوكالة: "عار على أولئك الذين وقعوا في وجه منح المجاهد الراحل الهادي رجب الجنسية الجزائرية".