تقع منطقة السودانية على الساحل الشمالي الغربي لمدينة غزة، وتُعد من أبرز المناطق السياحية في القطاع.
تلك المنطقة كانت تضج بالمطاعم والمقاهي المطلة على البحر، وتحتضن مسجد الخالدي الذي يعد من أبرز معالم غزة الدينية، إلى جانب الفنادق والمنتجعات السياحية التي كانت مقصدًا للعائلات الفلسطينية في عطلاتها.
غير أن هذه الصورة الجميلة تبددت مع بدء العدوان الإسرائيلي عام 2023، حين جعل الاحتلال من المنطقة محورًا لتوغله البري من زكيم إلى السودانية، ثم مخيم الشاطئ وحي النصر.
ومنذ ذلك الحين، تحولت منطقة السودانية إلى ساحة معارك، وتعرضت لتدمير واسع طال المباني والبنية التحتية والمرافق الخدمية.
من هناك، ينقل مراسل التلفزيون العربي إسلام بدر صورةً مؤلمة لحجم الدمار الذي طال الأبنية والشوارع والمنشآت السياحية، في منطقة كانت تُعرف بجمالها وحيويتها، قبل أن تُمحى من الوجود تحت وطأة القصف المتواصل.
توغل وتدمير ممنهج لمنطقة السودانية منذ عام 2023
وقد دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي منطقة السودانية في بداية توغله داخل المناطق الشمالية في مدينة غزة عام 2023، حيث كان محور التقدم الأول من زكيم إلى السودانية ثم مخيم الشاطئ وحي النصر.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي، فإن جيش الاحتلال بقي في المنطقة من بداية التوغل وحتى يناير/ كانون الثاني 2024، ثم عاد إليها وأمعن في عملية التدمير الممنهج، وعاد الشهر الماضي قبل وقف إطلاق النار وأجهز على ما تبقى من مبانٍ فيها.
وينقل لنا مراسلنا الصورة المأساوية للمباني في ظل عدم تمكن الأهالي من العودة إلى بيوتهم المدمرة أو الآيلة للسقوط.
ويتحدث عن عدم وجود أي مظهر من مظاهر الحياة في المنطقة، بعد أن كانت تكتظ بالحياة والسكان والحيوية، مؤكدًا عدم وجود المياه التي هي أساس الحياة، وصعوبة الوصول إليها.
ركام وشواهد على مأساة مستمرة
اليوم، لم يبقَ من السودانية سوى الركام، وشواهدُ على مأساةٍ متكررة يعيشها الفلسطينيون في غزة.
فبينما كان من المفترض أن تكون هذه المنطقة نافذة للحياة والبحر، صارت عنوانًا جديدًا لسياسة العقاب الجماعي والتدمير المتعمد التي ينتهجها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
ورغم كل هذا الخراب، تبقى منطقة السودانية، كغيرها من مدن ومناطق غزة، شاهدًا على صمود الفلسطينيين وتمسكهم بحقهم في الحياة والعودة والإعمار مهما طال الحصار والدمار.