الجمعة 29 مارس / مارس 2024

منظمات حقوقية تدين "القوة المفرطة" للشرطة الفرنسية بحق المتظاهرين

منظمات حقوقية تدين "القوة المفرطة" للشرطة الفرنسية بحق المتظاهرين

Changed

كاميرا "العربي" خلال تغطية "الخميس الأسود" في فرنسا (الصورة: غيتي)
استنكرت منظمات حقوقية العنف المفرط من الشرطة الفرنسية تجاه المتظاهرين المحتجين على قانون تعديل نظام التقاعد، لا سيما في تحركات يوم الخميس المنصرم.

نددت منظمات عدة للدفاع عن حقوق الإنسان، بالممارسات العنيفة للشرطة الفرنسية خلال التظاهرات الأخيرة، والتي حصلت في إطار تعبئة مستمرة منذ شهرين في البلاد احتجاجًا على تعديل نظام التقاعد.

وقد وجهت  مفوضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا دنيا مياتوفيتش الاتهام نفسه للشرطة الفرنسية، وقالت: "أعمال العنف المتفرقة لبعض المتظاهرين، أو أفعال أخرى مدانة ارتكبها آخرون خلال تظاهرة، لا تبرر الاستخدام المفرط للقوة من قبل عناصر تابعين للدولة. هذه الأعمال لا تكفي كذلك لحرمان متظاهرين سلميين من التمتع بحرية التجمع".

"الاستبداد والعنف"

في المقابل، اعتمدت المنظمات غير الحكومية لهجة لاذعة أكثر. فقال رئيس رابطة حقوق الإنسان باتريك بودوان "الانجراف الاستبدادي للدولة الفرنسية وإضفاء الطابع العنفي على العلاقات بواسطة الشرطة، وأعمال العنف على أنواعها والإفلات من العقاب تشكل كلها فضيحة مدوية".

واتهمت الرابطة السلطات بالمساس "بحق المواطنين في الاحتجاج من خلال الاستخدام غير المتناسب والخطر للقوة".

كما انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش من جهتها "الاحتواء التعسفي للحشود، وتكتيكات مكافحة الشغب".

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح عقب تلك المظاهرات، خلال مؤتمر صحافي بعد قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس  الجمعة، قائلًا: "لن نرضخ للعنف. أشجب العنف بأقصى درجات القوة".

" بلاك بلوك"

بدوره، رأى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن الشرطة اكتفت بالتحرك لمواجهة "المنحى المتطرف" الذي سلكه "المخربون" المنضوون في صفوف "اليسار المتطرف" الذين يندسون بين المتظاهرين لإثارة أعمال شغب.

وتتهم السلطات الفرنسية "مجموعات بلاك بلوك" التي تصفها بـ"المخربة" بالمشاركة في تظاهرات الخميس، وقالت إن نحو 1500 "مخرب" من أعضاء هذه المجموعة شاركوا في التحركات التي أصيب بها 441 شرطيًا بجروح خلال التظاهرات في كل أرجاء فرنسا.

وأشار الوزير الفرنسي إلى أن 11 تحقيقًا بوشر في حق عناصر في الشرطة، وقال: "قد يكون عناصر في الشرطة أو الدرك غالبًا ما يشعرون بالإنهاك، ارتكبوا على صعيد فردي ممارسات قد تتعارض مع ما تعلّموه"، مشددًا في الوقت ذاته على العمل "الرائع" للقوى الأمنية "لتجنب وقوع أي قتيل".

" لا تستخلص العبر"

وأوقف أكثر من 450 شخصًا خلال يوم التظاهرات الأعنف منذ بدء حركة الاحتجاج على تعديل نظام التقاعد، الذي يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا.

وفتحت النيابة العامة في باريس ثلاثة تحقيقات على الأقل بشبهة العنف من جانب "شخص يتمتع بسلطة رسمية في الفترة الأخيرة" على ما أفاد مصدر مطلع على الملف، وفق فرانس برس. 

وبوشر أحد هذه التحقيقات في 14 آذار/مارس بعدما تقدمت والدة تلميذة في مدرسة ثانوية تدعى فاني وتبلغ 15 عامًا، بشكوى بعدما أصيبت على جبهتها بشظية يرجح أنها ناجمة عن إلقاء الشرطة قنبلة مسيلة للدموع لإبعاد المتظاهرين. وجاء في نص الشكوى أن شرطيين اثنين ضرباها بهراوة عندما كانت على الأرض.

وتتعلق شكوى أخرى بلكمة سددها شرطي إلى وجه متظاهر مساء الإثنين في باريس، وصورت في شريط انتشر بكثافة عبر الإنترنت.

وتفيد تقارير لمجموعات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان أن الشرطة، قد تكون تسببت بإلحاق إصابة برجل ما اضطر الأطباء إلى بتر إحدى خصيتيه.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close