Skip to main content

منظمة العفو الدولية: إيران تقمع الاحتجاجات "بلا رحمة"

الجمعة 30 سبتمبر 2022

أفادت منظمة العفو الدولية، اليوم الجمعة، بأن إيران تستخدم عمدًا وسائل قاتلة لقمع الاحتجاجات، التي اندلعت على خلفية وفاة مهسا أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" في طهران، مؤكدة أنه دون تحرك دولي يمكن أن يُقتل أو يُعتقل مزيد من الأشخاص.

وجاء التحذير بينما أعلنت منظمة غير حكومية أخرى هي "إيران هيومن رايتس" (حقوق الإنسان الإيرانية) ومقرها أوسلو أن 83 شخصًا قُتلوا خلال حوالي أسبوعين من الاحتجاجات.

ومنذ 14 يومًا تفجرت احتجاجات عقب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، بعد اعتقالها هذا الشهر في طهران على أيدي شرطة الآداب بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة".

وتوفيت الفتاة، بعد دخولها في غيبوبة خلال احتجازها، لكن السلطات قالت إنها ستفتح تحقيقًا للوقوف على سبب الوفاة، فيما تقدمت عائلتها بشكوى ضد "شرطة الأخلاق".

لكن وفاة أميني، تجاوزت حدود إيران، وخلقت موجة تعاطف كبير معها من قبل دول العالم، تمثلت في وقفات احتجاجية أمام سفارات إيران.

ووفقًا، لمنظمة العفو، فإن "السلطات الإيرانية حشدت جهازها القمعي الجامح المكلف بإنفاذ القانون لقمع الاحتجاجات بلا رحمة في جميع أنحاء البلاد، في محاولة لسحق أي تحد لسلطتها"، وفق البيان.

وأضافت المنظمة أنه "بدون تحرك متضافر من قبل المجتمع الدولي، أقوى من مجرد التعبير عن الإدانة، يمكن أن يتعرض عدد لا يحصى من الأشخاص للقتل والتشويه والتعذيب والاعتداء الجنسي والزج بهم خلف القضبان".

وأكدت المنظمة أنها فحصت صورًا ومقاطع فيديو تظهر أن معظم "الضحايا قتلوا على يد قوات الأمن التي أطلقت الذخيرة الحية".

وقالت منظمة العفو إنها حصلت في 21 أيلول/ سبتمبر على وثيقة رسمية مسربة تطلب من الضباط الذين يقودون القوات المسلحة في المحافظات "التصدي بعنف" للمتظاهرين.

وفي وثيقة أخرى مؤرخة في 23 سبتمبر/ أيلول، أمر قائد القوات المسلحة في محافظة مازندران -حيث وقعت بعض أعنف الاشتباكات - قوات الأمن "بالتصدي لأي تظاهرة للمشاغبين بلا رحمة، وحتى التسبب في الموت" حسب المنظمة غير الحكومية.

وقالت منظمة العفو إنها تستطيع تأكيد مقتل 52 شخصًا في الاحتجاجات، لكن الحصيلة أكبر على الأرجح.

وتأتي دعوة منظمة العفو الدولية بينما تتواصل حملة قمع متصاعدة أسفرت أيضًا عن اعتقال عدد كبير من الصحافيين والناشطين وغيرهم من الشخصيات العامة.

توقيف لاعب دعم الاحتجاجات

في غضون ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، أن لاعب كرة القدم الدولي الإيراني السابق حسين مناحي أوقف الجمعة، بعدما عبر عن دعمه للتظاهرات على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت المنظمة الحقوقية "المادة 19" ووسائل إعلام إيرانية في الخارج أن قوات الأمن الإيرانية أوقفت أيضًا المغني شروين حاجي بور، بعد انتشار أغنيته "باراي" ("من أجل") التي تتألف من تغريدات حول التظاهرات، على تطبيق إنستغرام ومشاهدتها ملايين المرات.

وذكرت لجنة حماية الصحافيين، ومقرها واشنطن أن 29 صحافيًا اعتقلوا في إطار حملة القمع هذه.

ويتزامن التقرير، مع توجّه ألمانيا لفعل كل ما في وسعها لفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على من "يقمعون" النساء في إيران. جاء ذلك خلال كلمة لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أمس الخميس أمام البرلمان والتي قالت: "إن السلطات الإيرانية عليها أن تنهي على الفور معاملتها الوحشية للمتظاهرين".

وحاول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، تهدئة الأوضاع في البلاد، حينما قال إن وفاة الشابة مهسا أميني "أحزنت" الجميع في إيران.

اللافت أن إيران فرضت قيودًا صارمة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد نشر لقطات عن الاحتجاجات من قبل المتظاهرين، وفق ما أكد نشطاء معارضون خارج إيران.

كذلك، قالت منظمة مراسلون بلا حدود إنه "منذ بداية التظاهرات، منعت إيران بشدّة الوصول إلى إنستغرام ولينكدإن وسكايب، وهي آخر أكبر منصّات غربية كانت لا تزال متاحة في إيران".

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة