اتهمت حركة حماس اليوم السبت، إسرائيل بـ"التلكؤ" في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بمواصلة إغلاق شارع الرشيد بغزة، ومنع عودة النازحين المشاة من جنوب القطاع إلى شماله.
وقالت حماس، في بيان: "لا زال الاحتلال يتلكأ في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بمواصلة إغلاق شارع الرشيد، ومنع عودة النازحين المشاة من الجنوب إلى الشمال".
وتابعت: "نُحمل الاحتلال مسؤولية أي تعطيل في تنفيذ الاتفاق وتداعيات ذلك على بقية المحطات".
إسرائيل تمنع عودة النازحين إلى شمال غزة
وفي وقت سابق السبت، تذرع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعدم إعادة أسيرة "مدنية" تدعى أربيل يهود ضمن مجندات أطلقت حركة حماس سراحهن، وقال إن تل أبيب "لن تسمح للفلسطينيين بالعبور إلى شمالي قطاع غزة حتى ترتيب هذه الخطوة".
وأضاف نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه: "تسلمت إسرائيل اليوم 4 مجندات مختطفات من حركة حماس، وفي المقابل ستفرج عن سجناء أمنيين وفق المفاتيح (عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل المجندات) المتفق عليها".
وتابع: "لن تسمح إسرائيل لسكان غزة بالعبور إلى شمال قطاع غزة حتى يتم ترتيب إطلاق سراح المدنية أربيل يهود، الذي كان من المفترض أن يتم إطلاق سراحها اليوم".
ووفق الاتفاق، كان من المفترض أن تفتح إسرائيل بمجرد تسلم الدفعة الثانية من أسراها طريق صلاح الدين الذي يربط جميع أجزاء قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب بطول 45 كلم، أمام الفلسطينيين، بحسب صحيفة "معاريف" العبرية.
الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية عن مصادر إسرائيلية مطلعة (لم تسمّها)، أن "إسرائيل طلبت من الوسطاء الدفع نحو إطلاق سراح أربيل يهود قبل يوم السبت المقبل في عملية منفردة".
وأضافت المصادر: "إذا تم إطلاق سراحها فإن عودة سكان غزة إلى شمال قطاع غزة ستبدأ قبل السبت".
بدورها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "جرى إطلاق سراح 114 سجينًا أمنيًا فلسطينيًا من سجن عوفر إلى مدينة رام الله (وسط الضفة الغربية)، و16 إلى قطاع غزة، فيما تم ترحيل 70 آخرين إلى مصر".
وبعد تسليم الأسيرات الأربع، قال متحدث الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحفي بثه الجيش على حسابه بمنصة إكس: "لم تلتزم حماس بالاتفاق فيما يتعلق بالتزامها بإعادة المدنيات أولًا"، على حد زعمه.
وأضاف: "سنصر على عودة أربيل يهود، وكذلك على عودة شيري وأبناء عائلة بيباس، الذين نشعر بقلق بالغ بشأنهم، في أقرب وقت".
في سياق متصل، قالت القناة 12 العبرية الخاصة، إن إسرائيل طلبت من حماس الحصول على دليل على أن "يهود" على قيد الحياة.
فيما نقلت القناة 13 العبرية عن مصدر أمني (لم تسمّه) قوله إن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين بالتوجه شمالًا، إلا بعد الحصول على دليل يثبت أن الأسيرة "يهود" على قيد الحياة.
وبحسب القناة 12 العبرية، كان من المفترض أن تطلق حماس خلال الدفعة الثانية من المرحلة الأولى من صفقة وقف إطلاق النار 3 مجندات ومدنية واحدة هي "أربيل يهود"، لكنها أطلقت بدلًا عن ذلك سراح 4 مجندات.
شهيد باستهداف الاحتلال منتظري العودة إلى الشمال
وقبل بيان مكتب نتنياهو، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية: "بدأ الغزيون بالتجمع صباح اليوم في نقطة بشارع الرشيد غرب مدينة غزة، وذلك تمهيدًا لعودتهم إلى شمالي القطاع بعد الإفراج عن المجندات الأربع".
إلى ذلك، استشهد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء السبت، بعد استهدافها مئات المواطنين الذين كانوا ينتظرون شرق النصيرات العودة إلى مناطق سكناهم في غزة وشمال القطاع.
وأثناء نقل التلفزيون العربي مباشرة مشاهد للنازحين في منطقة تبة النويري وهم ينتظرون العودة إلى منازلهم في شمال غزة، أطلقت قوات الاحتلال النار عليهم.
وأظهرت مشاهد خاصة، لحظة هروب الناس وهم يحملون أمتعتهم من نيران الاحتلال.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي من شارع الرشيد صالح الناطور، أن قوات الاحتلال أطلقت النار بكثافة تجاه مئات المواطنين الذين كانوا ينتظرون السماح لهم بالعودة إلى شمال غزة.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 158 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.