الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

منها الحياكة على النول.. ظروف الشمال السوري تهدد الحرف التقليدية بالزوال

منها الحياكة على النول.. ظروف الشمال السوري تهدد الحرف التقليدية بالزوال

Changed

تقرير لـ"العربي" يرصد الحرف المهددة بالاندثار في سوريا (الصورة: غيتي)
تواجه الحرف التقليدية في الشمال السوري خطر الاندثار، بسبب تراجع عدد الحرفيين وعدم قدرتهم على تصريف بضائعهم في ظل غياب الدعم.

تحظى مهنة حياكة السجاد على النول بتاريخ عريق في شمال سوريا، إلا أنها تواجه اليوم خطر الاندثار، لعدم وجود دعم كافٍ لمثل هذه الحرف وعدم قدرة أصحاب المشاغل على تصريف بضائعهم.

فعلى سبيل المثال، لم يبق في مدينة أريحا سوى مشغل المواطن فوائد قدحنون، الذي ما زال يحاول الحفاظ على مهنة أجداده، إلا أن هذا المشغل يواجه خطر الإغلاق نتيجة عدم القدرة على تصريف البضائع.

 ويشرح قدحنون لـ"العربي" أن "تكلفة الشحن توازي قيمة المنتج.. فمثلًا يبلغ ثمن كيلوغرام المواد الأولية دولارين، في وقت يكلف أيضًا شحن الكيلوغرام الواحد دولارين.. وإذا أردنا توصيل بضاعتنا إلى حلب أو الشام فعلينا أن ندفع ثمن النقل على الكيلوغرام الواحد ما يجعل ثمن القطعة خارج قدرة المواطن الشرائية".

مشغل الحياكة على النول في أريحا - غيتي
مشغل الحياكة على النول في أريحا - غيتي

وكان الحرفيون سابقًا يعتمدون في تصريف منسوجاتهم على السياح، والتصدير إلى خارج البلاد، لكن عقدًا من الحرب كاد يقضي على مهنة تعود جذورها في سوريا إلى 3000 عام مضت.

سنوات الحرب أنهكت الحرفيين

كما أن مهنة الحياكة على النول، ليست الحرفة التراثية الوحيدة التي تواجه خطر الاندثار، فمهن أخرى كثيرة تعاني من الصعوبات ذاتها ومنها الحدادة والنجارة العربية، حيث يرجع مختصون ذلك للظروف الاقتصادية القاهرة التي فاقمتها سنوات الحرب.

وبالفعل، فقد اختفت بعض المهن التقليدية بشكل كلي عن بعض المدن السورية التي سبق وأن اشتهرت بها، إذ اضطر العاملون فيها إلى التخلي عنها لضعف مردودها.

الحدادة العربية في الشمال السوري
الحدادة العربية في الشمال السوري

كما أن جزءًا من الحرفيين، فضلوا الهجرة إلى خارج البلاد وترك مهنة أجدادهم بحثًا عن مستقبل أيسر حالًا.

غياب الدعم والمواد الأولية 

في هذا الإطار، تلفت عضو هيئة المحافظة على التراث بالمتحف الوطني في إدلب أمل حسين، إلى أن الحرب أثّرت على الشمال السوري بشكل كبير وانعكست على كل نواحي الحياة في تلك المنطقة، ومنها الحرف التقليدية.

ومن بين المشاكل التي يعاني منها أصحاب هذه المهن، صعوبة الحصول على المواد الأولية التي هي غير متوافرة في المنطقة، وفق حسين.

هذا وتغيب عن الشمال السوري مبادرات تعنى بحفظ هذه المهن أو إعادة إحيائها، وهو ما يهدد إرثًا حضاريًا لحرفيي سوريا بالزوال إلى الأبد.  

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close