الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

شيفرة "زودياك".. مغربي يحل لغز السفّاح الذي أرعب الأميركيين لعقود

شيفرة "زودياك".. مغربي يحل لغز السفّاح الذي أرعب الأميركيين لعقود

Changed

فيصل الزيراوي.
الفرنسي-المغربي فيصل الزيراوي (نيويورك تايمز)
"زودياك" قاتل متسلسل متّهم بارتكاب 5 جرائم مروّعة في كاليفورنيا في ستينيات القرن الماضي، بينما يزعم في إحدى رسائله المشفّرة أن عدد ضحاياه يفوق 37 ضحية.

أثار الفرنسي-المغربي فيصل الزيراوي ضجة على مواقع الإنترنت بعد أن قال إنه نجح في فكّ الشيفرتين المتبقيتين لتحديد هوية القاتل المتسلسل المعروف باسم "زودياك"، الذي يُحيّر السلطات الأميركية من 51 عامًا.

و"زودياك" هو قاتل متسلسل متّهم بارتكاب خمس جرائم قتل مروّعة في كاليفورنيا في ستينيات القرن الماضي، بينما يزعم في إحدى رسائله المشفّرة أن عدد ضحاياه أكثر من 37 ضحية.

وكان القاتل قد أرسل أربع رسائل على شكل شيفرات، باستخدام أحرف الأبجدية والرموز، إلى وسائل الإعلام من يوليو/تموز 1969 إلى أبريل/ نيسان 1970. لكن لم تنجح محاولات السلطات الأمنية الأميركية في القبض عليه حتى اللحظة أو معرفة هويته حتى.

 ولا تزال قضيته قيد التحقيق، فيما يعتقد الكثيرون أن هويته ستظل لغزًا إلى الأبد.

4 شيفرات 

وحيّرت ألغاز "زودياك" مصممي الشيفرات، ووكلاء إنفاذ القانون، والمحققين الهواة المهووسين بالقاتل المتسلسل مجهول الهوية.

وجرى فكّ أول رسالة مشفّرة مكوّنة من 408 أحرف، بعد وقت قصير من إرسالها، والتي قال القاتل فيها إنه "يحب قتل الناس".

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تمكّن الخبير الأميركي في فكّ الشيفرات ديفيد أورانشاك، من فكّ شيفرة أرسلها "زودياك" إلى صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل" عام 1969، وحملت رقم 340، كونها كانت مكوّنة من 340 حرفًا.

لكن الرسالة لم تقدم أي أدلة حول هوية القاتل.

وبذلك، تبقّت شيفرتان، يُشار إليهما بـ"Z13" و "Z32"، نسبة إلى عدد رموزهما، فيما كانت الثانية المؤلفة من 13 رمزًا مسبوقة بعبارة "اسمي----".

حل لغز زودياك

إحداثيات تستند إلى المجال المغناطيسي للأرض

وقال الفرنسي، المولود في المغرب والذي درس في إحدى أكبر كليات الهندسة في فرنسا، إنه فكّ الشيفرتين المتبقيتين باستخدام برنامج فكّ الشيفرة الذي تمّ تشغيله من خلال 650 ألف حلّ ممكن قبل العثور على مفتاح التشفير، الذي ظهر في ديسمبر الماضي.

وأضاف أنه بعد أسبوعين من العمل المضني على فكّ الشيفرات، استطاع فكّ الشيفرة الأولى وظهر له "LABOR DAY FIND 45.069 NORT 58.719 WEST"، والتي تُشير إلى إحداثيات تستند إلى المجال المغناطيسي للأرض، وليس الإحداثيات الجغرافية الأكثر شيوعًا.

وتمّ تحديد التسلسل على موقع بالقرب من مدرسة في ساوث ليك تاهو، وهي مدينة في كاليفورنيا مشار إليها في بطاقة بريدية أخرى يعتقد أن قاتل "زودياك" أرسلها عام 1971.

حل لغز زودياك

كشف اسم القاتل؟

وباستخدام برنامج فكّ الشيفرات نفسه وتقنيات أخرى، زعم الزيراوي أنه تمكن من فك الشيفرة الأخيرة والتي من المفترض أن تكشف اسم القاتل.

وتوصّل إلى كلمة "KAYR"، والذي أدرك أنه يشبه الاسم الأخير لورانس كاي، الرجل الذي كان مشتبهًا فيه في القضية والذي كان يعيش في ساوث ليك تاهو. وتوفي كاي، الذي استخدم أيضًا الاسم المستعار كين، عام 2010.

ويقول الزيراوي: "وردت أخطاء مطبعية في الشيفرات السابقة، لكن تشابه الاسم وموقع الرجل أكبر من أن يكون مصادفة".

وسبق أن ورد اسم كاي في تقرير جنائي للمُحقّق الراحل هارفي هاينز، والذي كان مقتنعًا بأن كاي هو القاتل، لكنه لم يتمكّن من إقناع رؤسائه.

بين التشكيك والدعوة إلى أخذ النتائج بالاعتبار

لكنّ أورنشاك شكّك في كلام الزيراوي، مشيرًا إلى أن "مئات المقترحات" لحلّ الشيفرتين كانت موجودة بالفعل، وأنه "من المستحيل عمليًا تحديد ما إذا كان أي منها صحيحًا، بسبب قصرها".

في المقابل، اعتبر ديفيد نقاش، أستاذ التشفير في مدرسة إيكول نورمال سوبريور في باريس، وإيمانويل تومي، أخصائي التشفير في المعهد الوطني الفرنسي لبحوث العلوم والتكنولوجيا الرقمية، أن أساليب فكّ الشيفرة التي اتبعها الزيراوي "كانت سليمة ويجب أن تدرسها الشرطة".

ووفقًا للصحيفة، فقد امتنع مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آيي) وإدارة شرطة سان فرانسيسكو، عن التعليق على الرسالة التي أرسل فيها الزيراوي نتائجه.

رسالة الزيراوي إلى "اف بي آي"
المصادر:
"نيويورك تايمز"

شارك القصة

تابع القراءة
Close