الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

"تكتيك جديد ومتطور".. كيف تستخدم طالبان منصات التواصل لتفادي الحظر؟

"تكتيك جديد ومتطور".. كيف تستخدم طالبان منصات التواصل لتفادي الحظر؟

Changed

عناصر من حركة طالبان في القصر الرئاسي الأفغاني (غيتي)
عناصر من حركة طالبان في القصر الرئاسي الأفغاني (غيتي)
تحرص طالبان وأنصارها على إنشاء حسابات عديدة على مختلف المنصات بهدف الحفاظ على وجودها في حال قامت أي شركة باتخاذ إجراءات ضدها.

مع سقوط كابول في أيدي حركة طالبان، تعمل الشركات المالكة لمنصات التواصل الاجتماعي ومعظمها أميركية، على مراقبة الوضع وحظر الحسابات التابعة للحركة.

في المقابل، تتعامل طالبان بتكتيك جديد ومتطور، خلال استخدامها وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك لتفادي انتهاك قواعد الشركات، بحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"

فوفق الصحيفة الأميركية، أصبحت الحركة خبيرة في استخدام تقنيات الاتصال المتقدمة في الغرب، ويمتلك عدد من القيادات والمسؤولين فيها حسابات عبر فيسبوك وتويتر وإنستغرام وواتساب وتليغرام.

وتتحدى رسائل مؤيدي الحركة عبر هذه المنصات القواعد التي وضعها الغرب على الحركة باعتبارها "غير متسامحة وشريرة"، ففي تغيير جذري عملت الحركة على ضمان أن يكون محتوى هذه الرسائل متناسقًا مع الحدود التي تسمح بها شركات التواصل التي تملك هذه المنصات والتطبيقات، وفقًا للصحيفة. 

درجة عالية من المهارة

وتُظهر التكتيكات بشكل عام درجة عالية من المهارة. ويعتقد المحللون بحسب "واشنطن بوست" تحظى بمشورة متخصصين في العلاقات العامة، حول كيفية نشر الموضوعات الرئيسية، وتحسين الرسائل عبر المنصات، وإنشاء صور ومقتطفات فيديو، تمامًا مثل حملات الشركات والحملات السياسية.

كما تحرص طالبان وأنصارها على إنشاء حسابات عديدة على مختلف المنصات، بهدف الحفاظ على وجودها في حال قامت أي شركة باتخاذ إجراءات ضدها.

وشهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا طفيفًا في رسائل طالبان عبر الإنترنت، ولوحظ أنها باتت أكثر "لطفًا"، خلافًا لما كانت عليه خلال فترة حكمها السابقة.

وعلى سبيل المثال، كتب المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين على تويتر، يوم الأحد الفائت: "الإمارة الإسلامية أمرت مجاهديها وأعطتهم مرة أخرى تعليمات بعدم السماح لأحد بدخول منزل أحد دون إذن.. لن تتضرر حياة وممتلكات وشرف أحد، لكن يجب أن يحميها المجاهدون".

ويتابع شاهين أكثر من 350 ألف حساب على تويتر.

وفي مقارنة ثانية، تشير الصحيفة الأميركية إلى إحدى الرسائل المنشورة على موقع طالبان باللغة الإنكليزية على الإنترنت، في أبريل/ نيسان الفائت، حيث وصفت الحركة النسوية باعتبارها "أداة استعمارية" وادعت أنها "تهاجم مؤسسة الأسرة في مجتمع مسلم يتمحور حول الأسرة".

وعادت الشهر التالي ونشرت رسالة أخرى غيّرت فيها "لهجتها"، كما تحدثت عن أهمية حرية الصحافة، ووصفتها بأنها "ضرورية لكل مجتمع وبلد".

وتقول ريتا كاتز المديرة التنفيذية لمجموعة SITE Intelligence Group، التي تراقب التطرف عبر الإنترنت: "تتمتع طالبان اليوم بذكاء هائل في مجال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وهذا لا يشبه ما كانت عليه الحركة قبل 20 عامًا".

ويقول إيمرسون بروكينغ، من "المجلس الأطلسي" لـ"واشنطن بوست"، إن الحركة ليست حديثة العهد بأساليب الدعاية عبر الإنترنت، فقد كانت تستخدم "المدونات" بعد طردها من الحكم عام 2001.

وخلّفت طالبان وداعموها بلبلة على منصات التواصل، مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب، حيث طالب محافظون أميركيون بمعرفة سبب حظر الرئيس السابق دونالد ترمب، بينما لم يتم حظر العديد من شخصيات طالبان.

وتعمل فيسبوك بجهد على الحدّ من نشاط الحركة عبر منصتها، إذ ترفض السماح لمسؤولي الحركة باستخدام المنصة رسميًا التزامًا منها بالعقوبات الأميركية، وأغلقت هذا الأسبوع خطًا ساخنًا أنشأته الحركة عبر واتساب المملوك من فيسبوك لتلقي شكاوى المواطنين.

وقرر فايسبوك حظر جميع المحتويات التي تدعم طالبان، ولتحقيق ذلك ستستعين الشركة العالمية بأشخاص يجيدون اللغات المحلية المختلفة في أفغانستان.

واتخذ موقع يوتيوب موقفًا مماثلًا، وأعلن أنه سيستمر في إزالة الحسابات "التي يعتقد أنها مملوكة ومدارة من قبل حركة طالبان".

في المقابل، سمحت تويتر وبعض الشركات الأخرى لطالبان بمزيد من الحرية، من خلال عدم إزالة الحسابات التي تزعم التحدث باسمها.

المصادر:
العربي، واشنطن بوست

شارك القصة

تابع القراءة