الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

أعضاء الكونغرس أكدوا استخفاف فيسبوك بالسلامة.. زوكربيرغ ينفي الاتهامات

أعضاء الكونغرس أكدوا استخفاف فيسبوك بالسلامة.. زوكربيرغ ينفي الاتهامات

Changed

هوغين موظفة سابقة بشركة فيسبوك تحوّلت إلى مبلغة عن مخالفات
هوغين موظفة سابقة في شركة فيسبوك تحوّلت إلى مبلِّغة عن مخالفات (غيتي)
في جلسة للجنة الفرعية للتجارة بمجلس الشيوخ، دعت فرانسيس هوغين إلى الشفافية بشأن الطريقة التي تغري بها فيسبوك المستخدمين لتمديد مدد بقائهم على الموقع.

وجّه أعضاء في الكونغرس الأميركي انتقادات لفيسبوك أمس الثلاثاء، واتهموا رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ بالسعي الحثيث لجني الأرباح والتعامل باستخفاف مع سلامة المستخدمين. 

وطالبوا الجهات التنظيمية بالتحقيق في اتهامات موظفة سابقة بالشركة بأنها تلحق الضرر بالأطفال وتؤجّج الانقسامات.

"تقدّم أرباحها على الناس"

وفي جلسة للجنة الفرعية للتجارة بمجلس الشيوخ، دعت مقدمة البلاغ فرانسيس هوغين التي نشرت وثائق عن شركة التواصل الاجتماعي إلى الشفافية بشأن الطريقة التي تغري بها فيسبوك المستخدمين لتمديد مدد بقائهم على الموقع.

وقالت هوغين، الموظفة السابقة بالشركة، التي تبلغ قيمتها حوالي تريليون دولار: "طالما ظل فيسبوك يعمل في الخفاء، ويخفي أبحاثه عن التدقيق العام، فسيبقى بمنأى عن المساءلة".

وأضافت هوغين: "تعرف قيادة الشركة كيف تجعل فيسبوك وإنستغرام أكثر أمانًا، لكنها لن تقوم بالتغييرات اللازمة لأنها تقدّم أرباحها الفلكية على الناس. هناك حاجة إلى إجراء من الكونغرس".

وفي حقبة يندر فيها التوافق بين الحزبَين الرئيسيَين في واشنطن، انتقد أعضاء الكونغرس من الحزبَين الشركة، فيما يُسلط الضوء على الغضب المحتدم في الكونغرس إزاء فيسبوك مع تزايد الأصوات المطالبة بإصلاحات تنظيمية.

وقال السناتور الجمهوري دان سوليفان إنه يشعر بالقلق إزاء الطريقة التي تؤثر بها فيسبوك والشركات التابعة له مثل إنستغرام على الصحة العقلية للأطفال. وأضاف: "أعتقد أننا بعد 20 عامًا من الآن سننظر إلى الوراء وسنتساءل جميعًا: ما الذي كنا نفكر فيه بحق الجحيم؟".

وكشفت هوغين عن أنها هي التي قدمت وثائق، استندت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال" في تحقيق واستخدمتها جلسة في الكونغرس، عن الضرر الذي يُلحقه إنستغرام بالفتيات في سن المراهقة. وشبّهت مواقع التواصل الاجتماعي بالمواد المسبّبة للإدمان مثل التبغ والمواد الأفيونية.

وأشار رئيس اللجنة السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنتال، إلى أن فيسبوك تعلم أن منتجاتها تقود للإدمان. وأضاف: "تواجه الشركة التكنولوجية الآن.. لحظة حقيقة مذهلة".

وطالب بمثول الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ للإدلاء بشهادته أمام اللجنة. كما طالب لجنة الأوراق المالية والبورصات ولجنة التجارة الاتحادية بالتحقيق مع شركة التواصل الاجتماعي.

وقال بلومنتال: "أطفالنا هم الضحايا. المراهقون الذين ينظرون إلى أنفسهم في المرآة اليوم يشعرون بالشك وانعدام الأمن. يتعيّن على مارك زوكربيرغ أن ينظر إلى نفسه في المرآة".

وبعد الجلسة، لفت بلومنتال إلى أنه يريد أن يسأل زوكربيرغ "لماذا رفض توصيات لجعل منتجات الشركة أكثر أمانًا للمستخدمين؟".

"لم تكن تعمل بشكل مباشر"

رغم الانتقادات، قفز سعر سهم فيسبوك 2.2% وصولًا إلى 333.43 دولارًا عصر أمس الثلاثاء.

وبعد يوم من تعرّض خدمة فيسوك لانقطاع دام ساعات، قالت هوغين: "على مدى أكثر من خمس ساعات، لم يتم استخدام فيسبوك لتعميق الانقسامات وزعزعة استقرار الديمقراطيات ودفع الفتيات والنساء لحمل مشاعر سلبية تجاه أجسادهن".

وبعد انتقاد أعضاء الكونغرس لفيسبوك وزوكربيرغ، رد متحدثون باسم الشركة على تويتر بأن هوغين لم تكن تعمل بشكل مباشر في بعض القضايا التي تم استجوابها بشأنها. 

وكانت فرانسيس هوغين، وهي مديرة إنتاج سابقة في فريق فيسبوك المختصّ بمكافحة التضليل المدني، قد تركت الشركة ومعها عشرات الآلاف من الوثائق السرية.

ورأت السناتور الجمهورية في اللجنة مارشا بلاكبيرن، أن فيسبوك تغضّ الطرف عن الأطفال تحت 13 عامًا في مواقعها.

وأضافت: "من الواضح أن فيسبوك تعطي الأولوية للأرباح على رفاه الأطفال وجميع المستخدمين".

زوكربيرغ: "الاتهامات غير صحيحة"

من ناحيته، نفى زوكربيرغ أن يكون عملاق التواصل الاجتماعي يروّج للحقد والانقسامات في المجتمعات ويؤذي الأطفال ويحتاج إلى تنظيم، مؤكّدًا أنّ الاتهامات الموجهة لشركته بتغليب الربح المالي على السلامة هي "بكل بساطة غير صحيحة".

وقال زوكربيرغ في مذكرة طويلة إلى موظفيه نشرها على صفحته في فيسبوك: إنّه "في صميم هذه الاتهامات تكمن فكرة أنّنا نغلّب الأرباح المالية على السلامة والراحة. بكل بساطة، هذا غير صحيح".

وأضاف: "الحجّة القائلة بأنّنا نروّج عمدًا لمحتوى يجعل الناس غاضبين بهدف تحقيق ربح مادّي هي أمر غير منطقي بتاتًا. نحن نجني المال من الإعلانات، والمعلنون يبلغوننا باستمرار بأنّهم لا يريدون أن تُعرض إعلاناتهم بجانب أي محتوى ضارّ أو مثير للغضب".

وتابع: "لا أعرف أيّ شركة تكنولوجية تعمل على بناء منتجات تجعل الناس غاضبين أو مكتئبين. كلّ الحوافز الأخلاقية والتجارية والمنتجات تشير إلى الاتجاه المعاكس".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close