الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

واشنطن بوست: العطل الذي أصاب فيسبوك كشف العديد من الحقائق

واشنطن بوست: العطل الذي أصاب فيسبوك كشف العديد من الحقائق

Changed

عادت تطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتسآب للعمل بعد انقطاع استمر لساعات
ربطت صحيفة واشنطن بوست بين الفضائح التي تواجهها فيسبوك وبين العطل الكبير الذي تعرضت له منصاتها (غيتي)
رأت صحيفة واشنطن بوست أن فيسبوك هي التي تسببت لنفسها بالاختفاء من الإنترنت باعتبارها نتيجة طبيعية لجهودها في جعل مهمة تفكيكها مستقبلاً أكثر صعوبة.

ربطت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بين سلسلة الفضائح التي تواجهها شركة فيسبوك وبين العطل الكبير الذي تعرضت له منصاتها الاجتماعية بما فيها إنستغرام وواتساب، ووصفت توالي هذه الحوادث على فيسبوك بأنه "مشهد سينمائي".

ورأت الصحيفة، في مقال رأي للكاتبة المتخصصة في التكنولوجيا والقضايا الاجتماعية مولي روبرتس نشر الأربعاء، أن فيسبوك هي التي تسببت لنفسها بصورة غير مباشرة بالاختفاء من الإنترنت على النحو الذي حدث الإثنين الماضي، باعتباره نتيجة طبيعية لجهودها في جعل مهمة تفكيكها مستقبلًا أكثر صعوبة.

وقالت الصحيفة: إن فيسبوك لم تعد تبدو قلعة منيعة هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن التسريبات التي كشفتها موظفة سابقة في الشركة أحدثت صدوعًا من داخلها، وتساءلت ما إذا "كانت الأحشاء القبيحة التي انسكبت إلى الخارج تمثل تهديدًا وجوديًا لفيسبوك".

مشهد سينمائي

وأشارت إلى أنه في أعقاب فضيحة التسريبات "اختفت فيسبوك"، معتبرة أن عملية الانتقال من "قائمة مليئة بخطايا فيسبوك إلى عالم محروم مؤقتًا منه كانت مشهدًا سينمائيًا من الناحية العملية".

ورأت واشنطن بوست أن النتيجة أظهرت كيف يمكن لفيسبوك أن يكون ضروريًا وغير ضروري في آن معًا.

وتحدثت عن مفارقة تكمن في أن اليوم الذي اختفى فيه فيسبوك من كل مكان، بدا أنه ناتج عن محاولة منصة التواصل أن تكون في كل مكان. فالتفسير الذي اعتمده الخبراء ينحو نحو هذا الاتجاه، إذ قام شخص ما داخل الشركة، عن طريق الخطأ على الأرجح، بإرسال إشارة إلى نظام التوجيه في أعماق الإنترنت بحيث أصبحت خدمات الشركة غير متاحة.

وبينما يعد إرسال إشارة "جديدة" لتصحيح السجلات أمرًا عاديًا، بحسب الصحيفة، فإن فيسبوك تنفذ كل أعمال الصيانة عبر فيسبوك نفسها، ولذلك فإن كل جانب من جوانب البنية التحتية البعيدة التي كانت ضرورية لإعادة تشغيل المنصة أصبحت خارج المتناول.

وتعتقد كاتبة المقال أن اختفاء إنستغرام وواتساب يشير إلى أن فيسبوك حرصت قبل سنوات على تشابك الخدمات، في خطوة يعتقد المشككون أنها مصممة لاستباق إجراءات مكافحة الاحتكار من خلال جعل تفكيك الشركة أصعب بكثير.

واعتبرت أن اختفاء فيسبوك أماط اللثام عن العديد من الحقائق؛ وهي أن المنصة قوية جدًا، لأنه باختفائها أخذت معها إنستغرام وواتساب، وأنها مفيدة للمجتمع لأنها مرتبطة بإنستغرام وواتساب المستخدمان للتواصل بين أفراده، وأنها ليست قوية بعد كل ذلك، لأنه باختفائها لم يختف المجتمع.

حلقة مفرغة

وخلصت واشنطن بوست إلى أن الحياة أصبحت أسوأ بدون فيسبوك فقط لأن فيسبوك "المتعطشة للسوق" جعلت نفسها لا غنى عنها من خلال الاستحواذ على واتساب وإنستغرام عام 2010، لكن ربما لم يكن تطبيقا واتساب وإنستغرام ليكونا مفيدين بدون أن تمدهما فيسبوك بمواردها وعلامتها التجارية.

هذه الحلقة المفرغة من الأحداث تجعلنا، بحسب الصحيفة الأميركية، محاصرين، بحيث في كل جانب من جوانب الصراع على ماضي الشركة ومستقبلها يعترينا الشعور بحتميتها.

لكن الصحيفة رأت أنه يتعين علينا أن لا نبقى محاصرين. ودعت المشرعين إلى تحمل مسؤولية تنظيم فيسبوك بحيث تتصرف بمسؤولية أكبر.

وختمت بأن نجاح فيسبوك "يعتمد على مدى ولائنا له". ورأت أنه إذا كنا قد "قمنا بتسجيل الخروج هذا الأسبوع مضطرين، فإنه يمكننا تسجيل الخروج القادم مختارين".

المصادر:
واشنطن بوست

شارك القصة

تابع القراءة
Close