يرتبط التهاب المفاصل عادة بالمسنين، لكن الأطفال أيضًا قد يصابون بمختلف أنواع التهاب المفاصل التي قد تصيب البالغين.
والتهاب "مفاصل الأطفال مجهول السبب" هو مرض مزمن يصيب الأطفال في سن الـ 16 سنة، ومن خصائصه وجود التهاب مستمر في المفاصل، والأعراض المحددة المصاحبة لالتهاب المفاصل هي الألم والتورم وتقيد الحركة وصعوبتها.
وتشرح الدكتورة سيما أبو السعود المتخصصة في علاج الروماتيزم وأمراض المفاصل لدى الأطفال من القدس المحتلة بأن "الالتهاب لدى الأطفال هو عبارة عن وجود تورم في المفاصل مع صعوبة وألم وتقيد بالحركة".
وحسب أبو السعود فإن أسباب هذا المرض عديدة، منها الأمراض المزمنة والمؤقتة مثل الالتهابات البكتيرية والفيروسية، أو أمراض جسمية في الجهاز الهضمي أو أمراض الدم أو الروماتيزم بالإضافة إلى حمى البحر الأبيض المتوسط والذئبة الحمراء.
وفي حديث لـ "العربي"، توضح الطبيبة أن هذا الداء من أكثر الأمراض الروماتيزمية شيوعًا، ويصيب من طفل إلى طفلين من كل 1000 طفل، ويحتاج من إلى 6 أسابيع أو أكثر لتشخيصه، وهي فترة كافية لاستثناء الأسباب الأخرى.
وتشير إلى أن هناك أنواع عديدة من "مجهول السبب"، منها ما يسمى بالالتهاب "القليل" الذي يشكل الجزء الأكبر من هذه الأمراض.
عوارض عديدة
وعن عوارض هذا النوع من الالتهابات تذكر أبو السعود وجود "التيبس الصباحي" أي آلام النهوض صباحًا، وارتفاع في درجات الحرارة، والطفح الجلدي بالإضافة لتضخم في الكبد أو الطحال أو الغدد اللمفاوية.
وتنصح الطبيبة الأهل التوجه إلى الطبيب المختص فور ظهور العوارض المذكورة على طفلهم، لأن تأخر العلاج سيؤدي إلى مضاعفات.
وتلفت أبو السعود إلى أن هناك العديد من العوارض التي تصاحب المرض، منها التأثير على نمو الطفل لا سيما طوله ووزنه، مضيفة أنه مع مرور الوقت قد يدمر الالتهاب مفاصل المريض، ويسبب ضعف في العضلات واختلاف في طول الأطراف السفلية، وتغيرات في شكل الوجه بالإضافة إلى التهاب القزحية.
وتحذر أبو السعود أنه قد لا تكون هناك عوارض ظاهرة أو ألام أو حتى احمرار في العينين، ومع استمرار التهاب القزحية لفترة طويلة دون علاج قد يؤثر ذلك على النظر وصولًا إلى فقدان البصر.
علاج "مجهول السبب"
وعن العلاج، تنصح الطبيبة بتناول مضادات الالتهاب التي تساعد في التخفيف من آلام المفاصل وتخفيض الحرارة، أو حقن المفاصل بالستيرويدات، وفي حال فشلت العلاجات السابقة يلجأ الطبيب لأدوية المستوى الثاني كالميثوتركسات، بالإضافة إلى الأدوية البيولوجية لكنها تضعف جهاز المناعة.
وتنصح بضرورة المواظبة على العلاج الطبيعي والحفاظ على النظام الصحي وممارسة الرياضة.
وتخلص أبو السعود أنه لا يوجد حتى الآن نتائج واضحة على أن زراعة النخاع العظمي الذاتي يمكن أن يعالج التهاب المفاصل عند الأطفال، لكنها تشير أن هناك تقدمًا في العلاجات المكتشفة لمعالجة هذا المرض.