تشير الدراسات إلى أن الرجال والنساء يتفاعلون بشكل مختلف مع الإصابة بفيروس كوفيد-19، لكن يقول الخبراء: إن الجنسين يتفاعلان بشكل مختلف مع اللقاح أيضًا.
ومنذ أن بدأت حملات التلقيح ضد الفيروس التاجي حول العالم، أبلغت نساء أكثر من الرجال عن آثار جانبية، مثل جلطات الدم وردود الفعل التحسسية.
المناعة والهرمون الأنثوي
وقد أظهرت البيانات من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" أن النساء يتحملن العبء الأكبر من تفاعلات اللقاح، سواء كانت خفيفة أو شديدة، ويعتقد الخبراء أن هذا الأمر قد يكون بسبب هرمون الأستروجين.
وتعتبر الطبيبة ماريروز لاغيو فيلا، رئيسة وحدة الأمراض المعدية في مركز "روتشستر" الإقليمي للصحة في نيويورك، "أن أجهزة المناعة لدى الرجال ليست قوية مثل النساء، لذا فإن الرجال لديهم مخاطر أعلى في الإصابة بالفيروس".
وتلعب قوة جهاز المناعة لدى النساء دورًا في كيفية تفاعلهن مع اللقاحات أيضًا. وتقول لاغيو فيلا: "إن الدراسات حول لقاحات الإنفلونزا والتهاب الكبد أظهرت أن لدى النساء استجابات مناعية أعلى بشكل عام"، بحسب موقع "روتستر فيرست".
كما تحفز الهرمونات الجنسية الأستروجين والبروجيستيرون جهاز المناعة بشكل مختلف. ويوجد في تركيب المرأة الجيني اثنين من الكروموزوم "إكس" الذي يحتوي على جينات مناعية.
نتيجة لذلك، تملك النساء مستويات أعلى من الأجسام المضادة والخلايا المناعية. ويساهم هذا في تعرض بعض النساء لآثار جانبية أكثر خطورة للقاح كوفيد-19 مثل الصداع أو الحمى المرتفعة.
النساء والاستجابة المناعية
ويقول ستيفن هوبتيون كان، أستاذ الطب السريري في جامعة كولومبيا البريطانية: "فيما يتعلق بالآثار الجانبية العامة للقاحات، يبدو أن استجابة النساء أقوى من الرجال".
ويضيف: "إذا كان لديك رد فعل قوي تجاه اللقاح، فهذه علامة بشكل عام على أن جسمك يبني استجابة مناعية أقوى بكثير، ومن المحتمل أن تحصل على مزيد من الحماية بسبب ذلك".
ورغم ذلك، لا يقلل كان من خطر هذه الأعراض، لكنه ينفي وجود دليل قاطع على ارتباط الجنس بأعراض اللقاح.
من جهتها أوضحت ليندا دريسر، خبيرة الأمراض المعدية والأستاذة المساعدة في جامعة تورنتو، أن أحد أسباب زيادة الآثار الجانبية للقاح كوفيد-19 لدى النساء قد يكون سلوكيًا. وقالت: "إن النساء أكثر عرضة من الرجال لإبلاغ أطبائهن بالمشاكل الصحية".
ما هي بعض الآثار الجانبية التي أبلغت عنها النساء؟
تتعدد الأعراض وتختلف بين امرأة وأخرى وفقًا لسنها وخصوصية جسدها البيولوجية. ويلاحظ الأطباء المزيد من حالات تضخم الغدد الليمفاوية لدى النساء اللواتي تم تحصينهنّ مؤخرًا ضد الفيروس، وفقًا لمقال من "يايل ميديسن". وعلى الرغم من أن رد الفعل هذا شائع، إلا أنه يسبب بعض المخاوف للنساء اللواتي قد يعتقدن أنه علامة على سرطان الثدي.
وتشير بعض النساء إلى حدوث دورات طمث غير منتظمة أو حادة بعد أخذ اللقاح. ويرجّح الأطباء أن يكون الهرمون الأنثوي وراء ذلك، رغم أن الموضوع قابل للدراسة.
كما أشارت بعض التقارير إلى حدوث تجلّط نادر، ولا سيما بعد تلقي جرعات لقاح "أسترازينيكا" و"جونسون آند جونسون"، بما في ذلك نوع من الجلطة الدموية يسمى تجلط الجيوب الوريدية الدماغي، والذي اقترن بمستويات منخفضة من الصفائح الدموية.
واعتبرت كيلي غريندرود، الصيدلانية والأستاذة في كلية الصيدلة بجامعة "واترلو"، إنه على الرغم من أن النساء يبلغّن عن المزيد من الجلطات الدموية، فقد يكون من السابق لأوانه ربط الجنس باللقاح.
وقالت: "إن الأمر لا يعني أن اللقاح تسبب بالضرورة في حدوث المزيد من الجلطات الدموية لدى النساء، ولكن قد يكون السبب هو أن المزيد من النساء يتم تلقيحهن".