الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

منظمة الصحة العالمية تكشف سبب تفشّي كورونا بوتيرة متسارعة في الهند

منظمة الصحة العالمية تكشف سبب تفشّي كورونا بوتيرة متسارعة في الهند

Changed

أعطت الهند حتى الآن اللّقاح بجرعتيه لـ 2% فقط من سكّانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة
أعطت الهند حتى الآن اللّقاح بجرعتيه إلى 2% فقط من سكّانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة (غيتي)
تُصنف منظمة الصحّة المتحوّر الهندي ضمن قائمة المتحوّرات الأكثر خطورة لأنّ قدرته على التفشّي أكبر وكذلك قدرته العالية على تخطّي الدفاعات التي توفّرها اللّقاحات.

اعتبرت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية سوميا سواميناثان، أمس السبت، أنّ النسخة المتحوّرة الهندية من كوفيد-19 هي أحد العوامل التي أدّت إلى تفشّي الفيروس بوتيرة متسارعة للغاية في الهند.

وعزت الأمر إلى أنّها أكثر عدوى وفتكًا، كما أنّها أكثر قدرة على مقاومة اللّقاحات بالمقارنة مع النسخة الأصلية للفيروس.

وقالت سواميناثان خلال مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في جنيف: إنّ النسخة المتحوّرة "بي واحد 617" التي اكتشفت في الهند للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول هي حتمًا أحد العوامل الأساسية في تسريع انتشار الوباء وخروجه عن السيطرة في ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكّان.

المتحوّر الهندي أكثر خطورة

وقالت الدكتورة سواميناثانان، وهي طبيبة أطفال وباحثة هندية: إنّ منظمة الصحّة العالمية تصنّف هذا المتحوّر ضمن قائمة المتحوّرات الأكثر خطورة من النسخة الأصلية للفيروس لأنّ قدرته على التفشّي أكبر وكذلك قدرته على تخطّي الدفاعات التي توفّرها اللّقاحات، كما أنّ معدّل الوفيات التي تسجّل لدى المرضى الذي يصابون به هي أعلى منها لدى المرضى الذي يصابون بالنسخة الأصلية.

وأوضحت أنّ "هناك طفرات لهذا المتحوّر تزيد من معدّلات انتقال العدوى، ويمكنها أن تجعله أيضًا مقاومًا للأجسام المضادّة التي اكتسبها الجسم سواء من خلال التطعيم أو من إصابته بالفيروس بصورة طبيعية".

تجمّعات جماهيرية حاشدة

لكنّ المسؤولة الكبيرة في منظّمة الصحة العالمية لفتت إلى أنّ هذا المتحوّر لا يمكن تحميله لوحده مسؤولية الزيادة الهائلة في أعداد الإصابات بكوفيد-19 في الهند، مشيرة بالخصوص إلى أنّ المسؤولية تتحمّلها أيضًا الحكومة الهندية التي تخلّت على ما يبدو عن حذرها في وقت مبكر جدًا وسمحت بتنظيم "تجمّعات جماهيرية حاشدة" شكّلت بؤرة مثالية لتفشّي الوباء.

ولفتت سواميناثان إلى إنّه في بلد ضخم مثل الهند، يمكن للعدوى أن تتفشّى بهدوء على مدى أشهر عدة من دون أن تثير الكثير من الانتباه.

وقالت: "لقد أُهمِلت تلك العلامات المبكرة إلى أن وصل (المنحنى الوبائي) إلى نقطة أقلع منها عموديًا".

وحذّرت الطبيبة من أنّ مكافحة تفشّي الوباء في الهند مهمّة صعبة للغاية "لأنّ الوباء يتفشّى بين آلاف الأشخاص ويتضاعف بوتيرة تجعل من الصعب للغاية إيقافه"، محذّرة من أنّ التطعيم لوحده لن يكون كافيًا لاستعادة السيطرة على الوضع.

مشكلة للعالم بأسره

وأعطت الهند، التي تُعَدّ أكبر منتج للقاحات في العالم، حتى الآن اللّقاح بجرعتيه إلى 2% فقط من سكّانها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة.

ونبهت  سواميناثان من أنّ "الأمر سيستغرق شهورًا، إن لم يكن سنوات، للوصول إلى معدّل 70 إلى 80%" من السكّان الملقّحين.

وأوضحت أنّه على المدى القريب، سيتعيّن على السلطات الهندية اللجوء إلى التدابير الاجتماعية والصحيّة التي تم اختبارها بالفعل وأثبتت جدواها في الحدّ من تفشّي الوباء.

ويزيد نطاق تفشّي الوباء في الهند من خطر ظهور متحوّرات جديدة أكثر خطورة.

وقالت سواميناثان: إنّه "كلّما زاد تكاثر الفيروس وانتشاره وانتقاله، كلّما زاد خطر حدوث متحوّرات منه وزادت قدرته على التكيّف".

وحذّرت من أنّ "المتحوّرات التي تراكم عددًا كبيرًا من الطفرات قد تصبح في النهاية مقاومة للّقاحات التي لدينا حاليًا"، معتبرة أنّ هذ الأمر "سيمثّل مشكلة للعالم بأسره".

وللمرة الأولى منذ بدء تفشّي الفيروس فيها، سجّلت الهند السبت حصيلة يومية قياسية بالفيروس تخطّت أربعة آلاف وفاة بالإضافة إلى 400 ألف إصابة جديدة، لكنّ الخبراء يعتقدون أنّ هذه الأرقام الرسمية هي أقلّ بكثير ممّا هو عليه الوضع على أرض الواقع.

 

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close