الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

دراسة تكشف عن أرقام مقلقة لوفيات كوفيد-19 في إفريقيا

دراسة تكشف عن أرقام مقلقة لوفيات كوفيد-19 في إفريقيا

Changed

مريض كورونا يتنفس على آلة الأكسجين في كيب تاون، ديسمبر 2020 (أرشيف غيتي)
مريض كورونا يتنفس على آلة الأكسجين في كيب تاون، ديسمبر 2020 (أرشيف - غيتي)
قارن الباحثون بيانات مرضى كوفيد-19 في إفريقيا مع دراسة مماثلة من قارات أخرى، ووجدوا أن نسبة الوفيات كانت أدنى في مناطق أخرى.

أظهرت دراسة جامعية حديثة، نُشرت اليوم الجمعة، أن نسبة الوفيات بين المصابين بأعراض خطيرة من فيروس كورونا في إفريقيا كانت أعلى مقارنة بقارات أخرى، لأسباب قد يكون منها نقص مستلزمات الرعاية الضرورية.

فعلى الرغم من أن الأفارقة تجنبوا حتى الآن أسوأ الأضرار من جراء كوفيد-19، مقارنة بمناطق أخرى، إلا أن معدي الدراسة توصلوا إلى أن معدل الوفيات بين المرضى يمكن أن يكون أعلى من الأرقام المعلنة بسبب نقص المعطيات.

فقد قال بروس بيكارد من مستشفى "غرون شور" وجامعة "كيب تاون" في بيان: "دراستنا هي الأولى من نوعها التي تعطي صورة مفصلة وشاملة لما يحدث للأشخاص المصابين بأعراض شديدة من كوفيد-19 في إفريقيا".

وأضاف بيكارد الذي شارك في البحث: "مع الأسف يشير ذلك إلى أن قدرتنا على تقديم الرعاية الكافية تعاني من نقص في أسِرَّة العناية الضرورية والموارد المحدودة في وحدات العناية المركزة لدينا".

تفاصيل الدراسة

وقبل التوصل إلى هذه النتائج، تابعت الدراسة حالات ثلاثة آلاف مريض بكورونا نُقلوا إلى وحدات العناية المركزة في عشر دول إفريقية بين أيار/ مايو وكانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.

وقضى نصف المرضى في غضون 30 يومًا من دخولهم المستشفى.

وعندما قارن الباحثون البيانات مع دراسة مماثلة من قارات أخرى، وجدوا أن نسبة الوفيات أدنى في مناطق أخرى.

ففي المعدل، يموت 31,5% من المرضى المصابين بأعراض خطيرة بعد نقلهم لأقسام العناية المشددة في آسيا وأوروبا والأميركيتين، فيما يموت 48,2% في دول إفريقية.

إفريقيا تدفع فاتورة الفقر

وقال بيكار: "عدم التمكن من الوصول إلى علاجات ضرورية لإنقاذ الأرواح قد يكون من أسباب وفاة هؤلاء المرضى، وربما يفسر جزئيًا سبب وقف العلاج أو الحد منه لدى واحد من بين ثمانية مرضى".

ويقدر الباحثون بأن الوصول إلى علاجات مثل غسيل الكلى وضخ الأكسجين في دم مريض خارج الجسم، كان أدنى بين سبع مرات و14 مرة، مقارنة بما هو ضروري لعلاج المرضى في حالات خطيرة.

ولم يكن مستغربًا أن الدراسة أظهرت أن المرضى الذين يعانون من أمراض أخرى، مثل داء السكري والإيدز أو مشكلات في الكلى، أكثر عرضة للموت مقارنة بمن لا يعانون من أمراض.

واعترف الباحثون بالعوائق التي تواجهها دراستهم، مشيرين إلى أن الوضع على الأرض قد يكون أسوأ.

وغالبية المراكز الطبية المشمولة بالدراسة وعددها 64 مركزًا، وهي مستشفيات جامعية بتمويل حكومي، وتكون عمومًا أفضل تجهيزًا من سواها.

ودرس الباحثون ملفات مرضى في مصر وإثيوبيا وغانا وكينيا وليبيا ومالاوي وموزمبيق والنيجر ونيجيريا وجنوب إفريقيا. وبعض تلك الدول، خصوصًا مصر وجنوب إفريقيا، تتمتع بموارد طبية أفضل من سواها في القارة.

يذكر أنه توفي قرابة 130 ألف شخص بكوفيد-19 في إفريقيا مقارنة بأكثر من 1,1 مليون في أوروبا وأكثر من 3,4 مليون على مستوى العالم، وفق إحصاءات لوكالة "فرانس برس" استنادًا إلى مصادر رسمية.

لكن التكلفة الاقتصادية كانت مدمرة، وبطء عمليات التلقيح تثير مخاوف من تفشي متحورات في القارة يمكن أن تصيب الأفارقة ثم تنتشر في العالم.

وشدّد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء في بيان تم تبنّيه بالإجماع على ضرورة زيادة المساعدات لإفريقيا لتعزيز تصديها لجائحة كوفيد-19، خصوصًا على صعيد اللقاحات، معتبرًا أن حملات التلقيح ضد فيروس كورونا في القارة غير كافية.

ووفق المجلس، "تلقت إفريقيا 2% فقط من مجمل اللقاحات التي تم توزيعها على مستوى العالم، وهو أمر مثير للقلق".

المصادر:
العربي، أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة