الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

متلازمة الكوخ تهدد الملايين جراء كورونا.. فما هي الأعراض وطرق العلاج؟

متلازمة الكوخ تهدد الملايين جراء كورونا.. فما هي الأعراض وطرق العلاج؟

Changed

توضح المتخصصة في الأمراض النفسية وعلاج الإدمان يسرى الجملي لـ"العربي" أن كل الناس معرضون للإصابة بأعراض متلازمة الكوخ، وأن الأمر لا يدل على خلل نفسي.

ما زال العالم يرزح تحت تأثير جائحة كورونا، ومع ذلك فإن العودة تدريجيًا إلى سابق عهد الحياة ـ بعد أشهر طويلة من العزلة والإغلاق ـ باتت ممكنة مع اتساع دائرة التطعيم ضد الفيروس. 

لكن أناسًا كثيرين يواجهون صعوبات في استئناف روتينهم اليومي المعتاد، وفق ما صُنف على أنه "اضطراب متلازمة الكوخ"، ما يحول دون مواكبتهم للتطورات وانفتاحهم على حياة أكثر تفاعلًا مع المحيط الخارجي. 

فما هي هذه المتلازمة، وما هي أعراضها، وهل هي مرتبطة حصرًا بوباء كوفيد؟

"تسمية قديمة"

تتحدث المتخصّصة في الأمراض النفسية وعلاج الإدمان الدكتورة يسرى الجملي، عن قِدَم تسمية "اضطراب متلازمة الكوخ"، لافتة إلى أن ظهورها يعود إلى مطلع القرن الماضي، وتحديدًا لدى عمال التنقيب عن الذهب أو من يقومون بإضاءة المنارات لإرشاد السفن.

وتشرح، في حديث إلى "العربي"، أن هؤلاء العمال كانوا ينعزلون لمدة تتراوح بين شهرين إلى 6 أشهر، ويواجهون عند عودتهم إلى حياتهم الطبيعية صعوبة في الاندماج ويشعرون بالخوف من الآخر، ويحبذون تاليًا البقاء في عزلتهم الخاصة.

وتردف الجملي أن هذه المتلازمة موجودة أيضًا لدى السجناء، لكن الغريب في الأمر وما لم يكن متوقعًا هو ملاحظة أعراضها على الأشخاص بعد جائحة كورونا. 

وتقول: "فيما كان متوقعًا أن تكون نسبة كبيرة من السكان سعيدة لاستئناف حياتها الطبيعية، لاحظ العلماء ظهور أعراض قريبة من تلك الخاصة بمتلازمة الكوخ لدى العديد من السكان الذين يخشون العودة إلى حياتهم الطبيعية، نتيجة خوف كبير لديهم من عدم القدرة على التكيف ومواجهة التحديات اليومية التي كانت مطروحة في السابق".

"ليست مرضًا نفسيًا"

وتوضح الجملي أن هذه الصعوبة في التأقلم ليست مرضًا نفسيًا، بل نوعًا من الاضطراب في التأقلم. وهناك من يصنفها ضمن رهاب الاحتجاز. أي بقاء الناس في مكان معزول بعيدًا من السكان لمدة طويلة، فيجدون لاحقًا صعوبة في التأقلم".

وإذ تلفت إلى أن "كل الناس معرّضون للإصابة بأعراض هذه المتلازمة بحسب الأطباء النفسيين"، تؤكد أن الأمر لا يدل على خلل نفسي.

وتتدارك بالقول إن "بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالأعراض؛ ومنهم أولئك الذين يعانون من رهاب الاحتجاز والخوف من الذهاب إلى المدرسة، ومن عانوا من اضطرابات نفسية في وقت سابق على غرار الاكتئاب والتوتر، وكذلك من يتعرضون بشكل متواصل لأخبار تخص تداعيات كورونا".

"أعراض متباينة"

وإذ تلفت الجملي إلى أن أعراض المتلازمة تتباين من شخص إلى آخر، توضح أن هناك أعراضًا مشتركة من بينها القلق والتوتر والصعوبة في النوم والتركيز.

وتردف بأن التنبه إلى وجود مشكلة يتم مع تجاوز الأعراض مدة أسبوعين، وكذلك عندما تترك أثرها على حياة المصاب الأسرية والعملية والاجتماعية.  

حينها على العائلة أن تكون يقظة لما يحصل، وأن ترى وجوب مراجعة طبيب مختص في علاج مثل هذه الأعراض، تقول الجملي.

وعن النصائح سهلة التطبيق للخروج من العزلة ومشاعر الاكتئاب بعد ما عاشه العالم بأسره في الفترة السابقة، تتحدث عن أهمية الحفاظ على روتين حياة يومي، من حيث مواعيد الاستيقاظ والنوم ووجبات الطعام، وكذا ممارسة الرياضة.

وتؤكد على "وجوب التفاعل مع الطبيعة والتعرض للفيتامين "د"، الذي يساعد على الحصانة النفسية ويحسن المزاج"، متطرقة إلى فوائد تمارين الاسترخاء كاليوغا والتأمل، وأهمية ملء وقت الفراغ بأنشطة تطور العقل على غرار المطالعة واكتساب المهارات. كما تشدد على ضرورة الحفاظ على التواصل مع الآخر.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close