بينما تتصاعد وتيرة الإصابات الجديدة بفيروس كوفيد 19 ومتحوراته، لا يزال بعض الأشخاص متردّدين في تلقّي اللقاح المضاد للفيروس، إمّا تشكيكًا في نجاعة التلقيح أو تخوّفًا من عواقبه على المدى البعيد.
ووفقًا لعالمة النفس الأميركية بيجي دريكسلر، أوجد هذا التوجّه "ردّ فعل عكسي" ينسحب على الملقّحين الذين يتخوّفون من التعامل مع غير الملقّحين، على اعتبار أنهم معرّضون للإصابة بالفيروس أكثر من غيرهم ونقله إلى آخرين، مضيفة أن هذا الأمر "أثار مشاكل في الاتصال والتواصل بين الفئتين".
وشرحت دريكسلر، لشبكة "سي أن أن" الأميركية، بعض الخطوات التي يجب انتهاجها لحثّ غير الملقّحين على أخذ اللقاح، مؤكدة أنه على الفرد تفهّم "تخوّف البعض" وعدم اتخاذ موقف صارم تجاههم، في سبيل تغيير رؤيتهم مستقبلًا.
الاستماع
وشرحت دريكسلر أن التردّد أمام اللقاح معقّد، ومتأصّل في عدد من المعتقدات والعواطف.
وأضافت أن "أفضل طريقة لإقناع شخص ما بتغيير رأيه هي الاستماع له أولًا، وفهم أين يكمن تخوّفه، لأن افتراضاتك حول سبب تخوّفه قد تكون خاطئة".
وأضافت: يجب الإطلاع على التقارير الصحية المحدّثة والعلمية ذات المصداقية، والاستشهاد بالبيانات والأسباب التي تؤكد ضرورة التلقيح، كي تستطيع خلال التحدّث معهم أن تقدّم أفضل مثال يُمكن أن يشعرهم بالخوف من استمرار الوباء وليس من اللقاح.
تصرّف بمنطقية
وشرحت دريكسلر أن مشاعرك "ليست مفيدة لإقناع الذين لا يرغبون في التلقيح، لذلك لا تُظهر غضبك، واجعلهم بدلًا من ذلك، يشعرون بالأمان معك، وابق منطقيًا. وإذا لم تكن متأكدًا من قدرتك على ذلك، فقم بجدولة الحديث لوقت آخر".
وأضافت: "يُمكنك تقديم الحوافز لغير الملقّحين مثل عرض تقديم الأموال على غرار ما تقترحه الحكومات لتشجيع المواطنين على التلقيح، أو تقديم عرض لتناول الغداء في مطعمهم المفضّل، أو شراء كتاب يستمتعون به، إذا كان غير الملقّحين من أقاربك".
لا تستعجل
ونصحت دريكسلر بألا تستعجل في إقناع من ينظرون إلى اللقاح بريبة، وأنه من الطبيعي ألا نتمكن من إقناع أي شخص من المحاولة الأولى.
وقالت: "انظر إلى الأمر على أنه لعبة طويلة"، فمن الطبيعي ألا تقنع أي شخص من محاولتك الأولى، لكن هذا لا يعني أنك لن تفعل ذلك في المرة الثانية أو الثالثة.