الإثنين 25 مارس / مارس 2024

ظاهرة اجتماعية بآثار صحية.. الرضاعة الطبيعية تتراجع في العالم العربي

ظاهرة اجتماعية بآثار صحية.. الرضاعة الطبيعية تتراجع في العالم العربي

Changed

تبلغ نسبة الأمهات المرضعات على مستوى العالم 40%، لكن الواقع في أغلب الدول مخالف حيث تشهد معدلات الرضاعة تراجعًا كبيرًا لعدة أسباب أبرزها دخول المرأة إلى سوق العمل.

تشهد المجتمعات العربية تراجعًا في مستوى الرضاعة الطبيعية مقابل الاعتماد على الحليب الصناعي رغم الفوائد الصحية الكثيرة لحليب الأم.

وتقف العديد من الأسباب خلف هذا التراجع منها تسويق المنتجات التجارية وتغليب المصلحة الربحية على صحة الأم والطفل، بالإضافة إلى ضعف القوانين والتشريعات التي لا تهيئ بيئة عمل مناسبة للمرأة المرضعة، فضلًا عن النظرة المجتمعية السلبية أحيانًا لها. 

ويحتفل بالرضاعة الطبيعية في الأسبوع الأول من أغسطس/ آب من كل عام، للتشجيع على الرضاعة الطبيعية وتحسين صحة الرضع حول العالم. 

فوائد لصحة الأم والطفل

وتعزز الرضاعة الطبيعية صحة الأم والطفل على حد سواء، إذ تنقذ الرضاعة الطبيعية 800 ألف شخص سنويًا وتحول دون وفاة 20 ألف سيدة بسرطان الثدي. كما تقلل من مخاطر إصابة النساء بسرطان الثدي والمبيض وداء السكري وأمراض القلب. 

وتبلغ نسبة الأمهات المرضعات على مستوى العالم 40%، لكن الواقع في أغلب الدول مخالف حيث تشهد معدلات الرضاعة تراجعًا كبيرًا، لعدة أسباب أبرزها خروج المرأة إلى سوق العمل.

الرضاعة الطبيعية في العالم العربي

في تونس تراجعت نسبة الرضاعة الطبيعية إلى 8% للرضع لحد سن 6 أشهر مقارنة بـ46% عام 2000. وأصبح حليب الأطفال يمثل عبئًا اقتصاديًا للعائلات التونسية حيث تبلغ تكلفته 150 دينارًا في الشهر، أي ثلث الحد الأدنى للأجور في البلاد.

ولا تتجاوز نسبة النساء اللواتي يرضعن أطفالهنّ 7% من مجموع الأمهات في الجزائر. ويفسر المختصون هذه الظاهرة بتنامي عمليات الولادة القيصرية وضعف التوعية. 

وزادت معدلات عمليات الولادة القيصرية في مصر إلى أكثر من ضعف ما كانت عليه بين عامي 2005 و 2014، حيث ارتفعت النسبة من 20% إلى 52%. وانخفضت معدلات البدء المبكر في الرضاعة الطبيعية خلال الفترة نفسها من 40% إلى 27%. 

كذلك تراجعت نسبة رضاعة الأطفال دون الخمسة أشهر في المغرب من 31% عام 2005 إلى حوالي 28% عام 2016.

وتوضح الطبيبة المتخصصة في النساء والتوليد إلهام بوغازة إلى تأثير الولادة القيصرية على انخفاض الرضاعة في المغرب. وتقول في حديث إلى "العربي" من الرباط: "إن الولادة بعملية قيصرية تمنع الأم من الإرضاع في الساعات الأولى من حياة الطفل بسبب الألم المصاحب للجراحة". 

وتشير  بوغازة إلى نقص في الممرضين الذين يساعدون الأم على إرضاع طفلها. ولكنها ترفض تحميل الأطقم الطبية مسؤولية تراجع معدلات الرضاعة الطبيعية، إذ تعتبر أن الأمر يتعلّق ببرامج التوعية وتوغل صناعة الحليب وتسويقها في دور الولادة.

وتملك النساء المرضعات بعض الامتيازات في المغرب كمنح النساء العاملات ساعات للرضاعة. ورغم ذلك تحول ظروف عمل المرأة دون ممارسة الرضاعة، بحسب بوغازة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close