"في أول دليل" على تأثّر الحيوانات البرية بشكل واسع النطاق بفيروس كوفيد-19، كشفت دراسة علمية جديدة أن الفيروس قد انتقل بطريقة ما من البشر إلى الغزلان البرية في بعض أجزاء الولايات المتحدة.
ووفقًا لموقع "ساينس أليرت"، رصد علماء أجسامًا مضادة لفيروس كورونا في عينات من غزلان تعيش في شمال شرق الولايات المتحدة تنتمي لفئة الذيل الأبيض.
وجمع العلماء 624 عينة من أربع ولايات أميركية (ميشيغان، وبنسلفانيا، وإلينوي، ونيويورك)، ووجدوا الأجسام المضادة لفيروس "SARS-CoV-2" في 152 عينة، أي ما نسبته 40% من العينات.
وفي ولاية ميشيغان وحدها، أظهرت 67% من الغزلان علامات على وجود رد فعل مناعي ضد الفيروس.
وتُعتبر هذه النتائج أول دليل على تعرّض الحيوانات البرية للفيروس، وبالتالي تُثير قلق العلماء. وبينما لم تظهر أيّ آثار صحية ضارة على الغزلان، إلا أنّ الأجسام المضادّة في دمائهم تُشير إلى أنها كافحت الفيروس.
اختلاط الغزلان بالبشر
وأثار احتضان الفيروس ونشره بصمت، قلق العلماء من أن تجمّعات الغزلان تسمح لـ "SARS-CoV-2" بالتكيّف والتطوّر إلى سلالات جديدة، تلك التي يُمكن أن تُصيب البشر مجددًا بعد سنوات، مع ارتفاع نسب الانتشار وشدّته.
وحذّر العلماء من أن اختلاط الغزلان بالبشر، وتواجدهم بالقرب من المراكز السكنية الحضرية، يوفّر "مسارًا مثاليًا لانتشار الفيروس".
ومنذ الكشف عن الوباء للمرة الأولى، أبدى العلماء قلقهم من انتقال الفيروس من البشر إلى الحيوانات، الأمر الذي يُعرف باسم "الارتداد الحيواني".
لهذا السبب، يشعر العلماء بالقلق الشديد من النتائج الأخيرة. فإذا تمكّن الفيروس بالفعل من إيجاد ملاذ في البرية، فإن القضاء عليه سيكون أمرًا صعبًا للغاية. وإذا تكيّف الفيروس مع أنواع أخرى من الحيوانات، ثم انتقلت العدوى إلى البشر من جديد، فقد تكون اللقاحات أقلّ فاعلية في المستقبل.
وإزاء هذه المخاطر، يدعو المسؤولون في الولايات المتحدة إلى مزيد من مراقبة الحياة البرية، لأن انتقال الفيروس إلى الحياة البرية "أسرع مما يمكننا التخلص منه".