الأحد 17 مارس / مارس 2024

حبوب علاج كورونا.. مخاطر قد تدفع لتحوّر الخلايا البشرية؟

حبوب علاج كورونا.. مخاطر قد تدفع لتحوّر الخلايا البشرية؟

Changed

في البداية، تمّ تطوير حبوب "ميرك" باعتبارها علاجًا للإنفلونزا (غيتي)
في البداية، تمّ تطوير حبوب "ميرك" باعتبارها علاجًا للإنفلونزا (غيتي)
تخفّض حبة "ميرك" قدرة كورونا على التكاثر عن طريق زيادة عدد التغيّرات في مادته الجينية، إلا أن الخبراء أشاروا إلى مخاطر قد تدفع لتحوّر الخلايا البشرية.

رغم أن لجنة خبراء تابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية صوّتت على ترخيص الاستخدام العاجل لحبوب "مولنوبيرافير" الذي طوّرتها شركة "ميرك" لعلاج كوفيد 19، إلا أن العديد من الخبراء أثاروا مخاوف بشأن سلامتها، ومستويات فعاليتها المنخفضة.

ووفقًا لموقع "بيزنس إنسايدر"، صوّت 10 خبراء من أصل 13 ضد اعتبار أن الفوائد تفوق مخاطر استخدام الدواء للأشخاص المصابين المعرضين لخطر الإصابة بمرض شديد.

واعتمدت شركة "ميرك" في اختبارات الدواء على تجربة سريرية شملت أكثر من 1400 شخص غير ملقّحين، وهم معرضون للإصابة بأمراض حادة. وتلقّى المتطّوعون بشكل عشوائي حبوب "ميرك"، وهو نظام من 40 حبة على مدى خمسة أيام ، فيما تلقّت مجموعة أخرى حبوبًا وهمية.

وأظهرت النتائج النهائية أن الدواء خفّض نسب دخول المستشفى، والوفاة بنسبة 30% فقط، الأمر الذي فاجأ الخبراء إذ إن تحليلا سابقا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سجّل نسبة فعالية بلغت 48%.

مخاطر محتملة

وفي مراجعتهم للدراسات المختبرية والحيوانية، لاحظ الخبراء العديد من المخاطر المحتملة، بما في ذلك المخاطر على الأجنة، وضعف نمو العظام والغضاريف، والطفرات الجينية.

وعلى الرغم من أن حبة "ميرك" تخفّض قدرة فيروس كورونا على التكاثر عن طريق زيادة عدد التغيّرات في مادته الجينية، إلا أن الخبراء أشاروا إلى أن ذلك يحمل مخاطر قد تدفع لتحور الخلايا البشرية.

ودفعت هذه المخاطر بعض الأعضاء للتحذير من أن المخاطر تفوق الفوائد.

ومن بين هؤلاء، الدكتور سانكار سواميناثان، خبير الأمراض المعدية في جامعة يوتا هيلث، الذي صوّت ضد استخدام الدواء. وقال: "شعرت بأن تأثير الدواء الإيجابي كان متواضعًا".

وحذّر من أن الاختبارات "لم تدرس بشكل كاف الآثار الواسعة النطاق خاصة فيما يتعلّق بالعيوب الخلقية المحتملة".

مخاوف على الحوامل

وأوصى المصوّتون لصالح إقرار استخدام الدواء، باستبعاد النساء الحوامل من ترخيص استعماله.

وقال ديفيد ايستمان، أستاذ علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد الذي صوّت لصالح الدواء: "أعتقد أن إدارة الأغذية والدواء يجب ألا توافق على استخدامه من قبل النساء الحوامل إلا في ظروف استثنائية".

فيما قال خبراء آخرون إن الحامل التي تفكر في تناول الدواء، يجب أن تحصل على استشارة طبية لمساعدتها في اتخاذ القرار الصحيح.

وقالت روبلينا ووكر، ممثلة المستهلكين التي اختيرت لتقديم المشورة للجنة: "بصفتي امرأة في سن الإنجاب، لا أعتقد أنني سأرغب في تناول هذا الدواء، من دون معرفة الآثار التي يمكن أن تحدث لطفلي الذي لم يولد بعد".

وصوّتت ووكر لصالح استخدام العقار، من منطلق أنه سيتمّ تقييم مخاطر الدواء وفوائده بشكل أكبر قبل الموافقة عليه.

أول حبة دواء لعلاج كوفيد

في حالة الموافقة على استخدامه، ستكون "مولنوبيرافير" أول حبة لعلاج كوفيد 19 مرخّصة من قبل إدارة الغذاء والدواء، وهو تقدّم يُمكن أن يوسّع الوصول إلى الرعاية الطبية للمرضى.

في البداية، تمّ تطوير الحبوب باعتبارها علاجًا للإنفلونزا. ووافقت الولايات المتحدة على دفع 1.2 مليار دولار أميركي مقابل الحصول على العلاج لما يكفي 1.7 مليون شخص. وفي نوفمبر، توصّلت إلى اتفاق ثان لتأمين 1.4 مليون حبة من الدواء.

ووفقًا لـ"انسايدر"، لا يتوقّع الخبراء استخدام الحبوب على نطاق واسع.

وكتب المحلل كوين ستيف سكالا، في مذكرة بحثية الإثنين، أنه يعتقد أن الحبوب ستستخدم بشكل أساسي عندما لا تتوفّر علاجات أخرى.

أدوية منافسة

وعزا سكالا ذلك إلى الأدوية المنافسة، ولا سيما حبوب "فايزر"، والتي تظهر فعالية أعلى بكثير، وقد لا تحمل مخاوف سلامة مثل "مولنوبيرافير".

في دراسة مماثلة لدراسة "ميرك"، خفّضت حبوب "فايزر" نسب دخول المستشفى والوفيات إلى 89%. كما أثبتت أن الدواء لا يحمل نفس مخاطر الطفرات مثل عقار  "ميرك"، لأنه يعطّل الفيروس بطريقة مختلفة، حيث يحجب إنزيمًا يلعب دورًا رئيسيًا في عملية نسخ الفيروس.

وتراجع إدارة الغذاء والدواء الأميركية عقار "فايزر" للحصول على موافقة طارئة.

في غضون ذلك، يمكن أن تكون حبوب "ميرك" خيارًا للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بفيروس كوفيد الشديد.

وصوّت جون كوفين، الأستاذ في جامعة تافتس، لصالح استخدام حبوب "ميرك" مع اقتراح أن يكون الاستخدام الأولي للمجموعات عالية الخطورة، مثل الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا والذين لم يتم تلقيحهم.

وقال كوفين: "لست متأكدًا مما إذا كان هذا هو الدواء الذي كنا ننتظره حقًا، لكن هذا كل ما لدينا في الوقت الحالي".

يُذكر أن الوكالة الأوروبية للأدوية أعلنت، الجمعة، أنها وافقت على الاستخدام الطارئ لحبوب "ميرك" لمكافحة كوفيد 19، حتى قبل الموافقة عليها رسميًا في دول الاتحاد الأوروبي، وبدأت تقييمًا لإعطاء ترخيص مماثل لعقار "فايزر".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة