سعاد بشناق، هي واحدة من قلة قليلة من مؤلفات الموسيقى العربيات. وإلى جانب أعمالها الأوركسترالية قامت بتأليف الموسيقى التصويرية لما يزيد عن خمسة وعشرين فيلماً سينمائياً. وحاز الكثير من أعمالها على جوائز في مهرجانات عالمية للسينما.
وفازت المؤلفة والموزعة الموسيقية العربية الكندية؛ بجائزة هوليود الموسيقية في الإعلام عن فئة أفضل أداء موسيقي آلي، عن عملها الأوركسترالي "غداً". وأنجزت العمل بناءً على طلب من أوركسترا المغتربين السوريين.
وتصف بشناق عملها هذا بالتفاؤلي. "هو كبسولة زمنية لأربع سنوات من حياتي قضيتها في الشام حيث كنت أدرس في المعهد العالي للموسيقى"، تقول المؤلفة.
ويلخص العمل الأوركسترالي "غداً" خطوات سير المؤلفة والطقوس الصباحية في الشام القديمة والتفاؤل بيوم جديد. ووفق بشناق يعكس العمل في الوقت عينه؛ الأمل الذي تضعه في قلبها لسوريا، وتمنيها بعودة الأيام الجميلة.
لسعاد أم سورية وأب فلسطيني بوسني، كما تحمل الجنسيتين الأردنية والكندية. كونها من أصول متعددة ساعدها في التعبير عن هذه الثقافة بالموسيقى، ووجدت فيها طريقاً للتعبير عن انتماءاتها المتعددة.
في أحد أعمالها تمزج المؤلفة بين صوت القانون وصوت البيانو وكأنه حوار بين الآلتين. وتلفت إلى أنها وبعد استماعها لأعمال مؤلفين عرب مثل مارسيل خليفة وعمر خيرت؛ أحبت أن تطور هذا الأسلوب. وتعتبره طريقة للتعويض عن عدم قدرتها على العزف على أدوات شرقية وللتعبير عن الهويتان الثقافيتان.
المنعطف
أما مقطوعة "الطريق إلى جنين" فقد ألفتها بشناق بطلب من مخرج فيلم المنعطف. وكانت المقطوعة عصارة 4 سنوات من التجارب قبل أن تتمكن من إيجاد اللحن. وسجل عازفون في أماكن مختلفة من العالم موسيقى المقطوعة من دون أن يلتقوا.
واليوم، تعمل بشناق على إنتاج ألبومها الأول، بعد أن حصلت على منحة من الصندوق العربي للثقافة والفنون. ومن المقرر أن يضم الألبوم عدة مقطوعات من 5 أو 6 أفلام، بين روائي طويل ووثائقي. وهي أفلام تحكي عن الشتات والحرب والهوية والفقدان، أي المواضيع التي تجمع كل هذه الأفلام. ومن المتوقع أن يصدر نهاية العام.
حلم آخر حققته المؤلفة الموسيقية عام 2016، إذ تمكنت من إقامة حفلة في "كونسرت هاوس" في برلين. واعتبرتها بمثابة إعادة لحياتها في سوريا، حيث التقت بزملاء دراسة لم تلتقِهم منذ أكثر من 15 سنة. وتصف الحفلة بأنها من أجمل اللحظات، وبأنها حققت هدف أوركسترا المغتربين بنشر صورة جميلة عن سوريا في أوروبا.
وتستمر بشناق في الإبداع، وتعمل حالياً على عدة مشاريع مهمة. أحدها مع أوركسترا ولاية فيرمونت في أميركا ومشروع آخر مع الأوركسترا العربية الكندية. كما تعدّ موسيقى تصويرية لأفلام روائية طويلة.