يُعرَف فن "التعشير" الحجازي بكونه رقصة تقليدية تعود لأهالي محافظة الطائف الواقعة في غربي المملكة العربية السعودية.
وتُسمى أيضًا بـ"رقصة الحرب القديمة" وهي أشبه ما يكون بالعرض العسكري، وتؤدى الرقصة بحمل سلاح محشو بالبارود المصنوع من خليط أشجار العشر والأراك والملح، والذي يتحوّل إلى شعلة تحت أقدام الراقص، إذ يحتاج مؤدي الرقصة للياقة بدنية ومهارة استخدام البنادق المحشوة بالذخيرة.
ويقول سليمان الطويري، وهو صاحب مقهى في مدينة الطائف: "يُعتبر التعشير من الأساسيات في جميع المناسبات"، مضيفًا أن الرقصة متوارثة منذ القدم، وما زلنا نُحافظ عليها كي لا تندثر.
ويُمكن لشخص واحد أو أكثر ممارسة هذه الرقصة، ويؤديها العارض وهو يحمل السلاح المقمّع الذي يُحشى بالبارود، ويتحوّل إلى لهب تحت أقدام المؤدي عندما يقفز إلى الأعلى.
"التعشير".. لبثّ الحماس وإخافة الخصوم
وتندرج رقصة "التعشير" ضمن الفن الحجازي، وكان المُحاربون القُدامى السبّاقون في أدائها لبثّ الحماس وإخافة الخصوم قبل المعارك وللتعبير كذلك عن الفرحة بالنصر بعد الفوز.
ويوضح الطويري أن "التعشير" في الوقت الحالي لا تعتبر رقصة حرب أو رقصة نار، لأنها قد تُشكّل خطرًا على المؤدين الجُدد".
ويحافظ أهل الطائف على هذه الرقصة التقليدية في محاولة لإبقائها حية للأجيال المقبلة، من خلال تدريب الأطفال على "التعشير" بأسلحة دون ذخيرة إلى أن يتمكنوا من إتقانها.