الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

التعلق الزائد بالشريك الآخر.. بين الحب الحقيقي والهوس المرضي

التعلق الزائد بالشريك الآخر.. بين الحب الحقيقي والهوس المرضي

Changed

أوضحت مدربة السيطرة على الانفعالات روزا ماريا كلاس لـ"العربي" أن حالات التعلق الزائد قد تنتج أعمالًا فنية وأدبية، لكن الإنسان يحتاج دومًا للتوازن الداخلي.

يشكّل التعلق المفرط بالشريك الآخر أساسًا للكثير من الأعمال الأدبية والفلسفية في المجتمعات العربية. فما أسباب هذا الموضوع، وما تأثيراته على الحالة النفسية للشريكين؟

ترى مدربة السيطرة على الانفعالات روزا ماريا كلاس أن ثمة فرقًا كبيرًا بين الحب وفرط التعلق، "لكنه من الصعب على الذين يعيشون الحالة الأخيرة التمييز بينهما".

وتوضح كلاس، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن التعلق المفرط "الذي يغدو مرضيًا يأتي مقنعًا بحالة الحب"، فالأخيرة تؤدي لسلام داخلي وراحة نفسية، بينما حالة التعلق المرضي تترك صاحبها في حالة ضياع وإرباك. 

إلغاء الذات

تعتبر كلّاس أن التعلق الزائد بالشريك قد يؤدي لأزمات نفسية، خصوصًا عند المضطربين أساسًا الذين يعانون من الحاجة الدائمة للآخر، وهي لا تقتصر على حاجتهم لشخص آخر إنما تتعدى ذلك باتجاهات أخرى، كالتعلق بمكان ما، أو عادة ما كالإفراط في الطعام، أو الإدمان.

وبحسب كلاس، فإن التعلق المفرط يأتي مصحوبًا بنزعة لإلغاء الذات إرضاء للشريك، أو إلغاء الشريك لإشباع حاجة شخصية، وهو نابع من نوع من الفراغ يشعر به أصحاب تلك النزعة. 

وتقول المدربة: إن عمل أصحاب الاختصاص يقتصر على معالجة نوع الفراغ عند تلك الشخصيات، وأحيانًا يكون ذاك الفراغ مجرد فكرة خاطئة ناتجة عن المجتمع المحيط بتلك الشخصيات. 

معرفة الآخر

رغم ذلك، ترى كلاس أن حالات التعلق الزائد قد تنتج أعمالا فنية وأدبية، لكن الإنسان يحتاج دومًا للتوازن الداخلي.

وتشير كلاس إلى أن علاج تلك الحالات يعتمد على دفع أصحاب تلك النزعة إلى العودة للذات وتقبلها كما هي بحب واقتناع، واكتساب مهارات إضافية لا يملكها.

وتضيف: تؤثر تلك النزعة على الشريكين معًا كونها تحمل جانبًا يحد من حرية الآخر، كما تؤدي تداعياتها على أصحابها إلى دخولهم حالة الهوس والانطواء، وفقدان القدرة على اتخاذ القرارات الفردية بعيدا عن الشريك.

وتنصح كلاس الأزواج بالتواصل الدائم، كونه أساس الثنائي الناجح، معتبرة أن الكثير من الزيجات في العالم العربي تحصل دون المعرفة الكاملة للشريك بالآخر.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close