على الرغم من قيمة الميدالية الأولمبية المعنوية، إلا أنه يمكن العثور على بعض منها معروضًا للبيع، حيث يلجأ الرياضيون الفائزون إلى بيعها بهدف جمع الأموال لأهداف خيرية، أو للتغلّب على مصاعبهم المالية.
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تستقطب هذه الميداليات اهتمام هواة العملات المعدنية النادرة، وجامعي التحف، والمقتنيات الرياضية الأخرى. وقد يصل سعر بعضها إلى أرقام خيالية على غرار واحدة من الميداليات الذهبية الأربع التي فاز بها جيسي أوينز في دورة الألعاب الصيفية لعام 1936 في برلين، وبلغ سعرها 1.5 مليون دولار.
ويعرض بيل راسل، أسطورة "بوسطن سيلتيكس"، ميداليته الذهبية من أولمبياد 1956، عندما كان قائد فريق كرة السلة الأميركي، للبيع في المزاد هذا الخريف.
وقال راسل في مقطع فيديو على الموقع الإلكتروني لمزادات "هانت إكستون": "لقد قرّرت بيع معظم مجموعتي، خواتم البطولة وسترات الإحماء وتذكارات أخرى، بعض العائدات ستذهب لصالح مؤسسة منتور"، وهي مؤسسة خيرية شارك في تأسيسها، كما سيتبرّع أيضًا بجزء من العوائل لمبادرات خيرية أسّسها فريق "سيلتيكس".
الأسماء مهمة
وشرح خبراء المزادات أنه على الرغم من عدم نقش أسماء الرياضيين على الميداليات، إلا أن الأسماء مهمة، وكذلك الظروف المرتبطة بالإنجازات الرياضية.
وبيعت ميدالية ذهبية فاز بها عضو مجهول في فريق كرة السلة الأميركي لعام 1984، بمبلغ 83188 دولارًا في يوليو/ تموز، حسب دار مزادات "آر آر".
ورغم أن هذا المبلغ يُعتبر رائعًا، إلا أنه لا يُقارن بالسعر الذي حقّقته ميدالية أوينز في دورة الألعاب الصيفية لعام 1936 في برلين، التي سجّلت رقمًا قياسيًا لمبيع المقتنيات الأولمبية.
وقدّم أوينز، وهو رياضي سباقات المضمار والميدان الأميركي الأسود، أداءً مهيمنًا في تلك الألعاب التي حضرها هتلر.
وفي هذا الإطار، قال خبراء المزادات: إن اسم الفائز بالميدالية وتاريخ ملكيتها، ونوع الرياضة قد يلعب دورًا في تحديد قيمتها؛ وفضلًا عن ذلك، يجب النظر لحالة الميدالية، وإن كان يصاحبها الشريط والعلبة الأصليين.
قيمة الشكل
ويزيد المحافظة على العلبة وشريط تعليق الميدالية على الرقبة من قيمتها، ولذلك، تأتي كل ميدالية في أولمبياد طوكيو 2020 مع علبة خشبية بنقش الحلقات الأولمبية الخمس، وصورة نايكي، آلهة النصر في الأساطير اليونانية.
ووفقًا للجنة الأولمبية الدولية، تحتوي الميداليات الذهبية في أولمبياد طوكيو 2020، على معدن الفضة أكثر من الذهب الذي يُشكّل حوالي 6 غرامات فقط من الوزن الإجمالي البالغ 556 غرامًا.
وأوضح فيليب نيومان، الشريك المؤسس والمدير الإداري لشركة "ميتال فوكاس"، وهي شركة أبحاث مقرّها لندن، أن قيمة الميدالية الذهبية في أولمبياد طوكيو يصل إلى حوالي 800 دولار، بالنظر إلى طريقة صنعها. لكنّه أكد أن قيمتها المعنوية بالنسبة للرياضيين الفائزين بها أهم من قيمتها المادية".
وشرح أن الميداليات الفضية في أولمبياد طوكيو، مصنوعة من الفضة النقية، بوزن 550 غرامًا، ويصل ثمنها إلى حوالي 450 دولار؛ بينما ستكون قيمة الميداليات البرونزية أقلّ بكثير، إذ أن وزنها يحوي على 5% من معدن الزنك، والباقي من النحاس الأحمر.
لكن بوبي ليفينغستون، نائب الرئيس التنفيذي لشركة "آر آر" للمزادات، أكد أن البرونز له جمهوره أيضًا، وقال: "إن كنت جامعًا وهاويًا، وليس لديك الكثير من الأموال، فقد يكون شراء الميداليات البرونز مناسبًا".
تفاوت ضخم في الأسعار
ومؤخرًا، بيعت ميدالية فضية في الرماية من أولمبياد 1900 في باريس، مقابل 1283 دولار فقط. وبيعت ميدالية برونزية من دورة الألعاب الشتوية لعام 1956 في إيطاليا، بمبلغ 3750 دولارًا.
كما بيعت الميدالية الفضية الأولى من الألعاب الأولمبية الحديثة الأولى في أثينا عام 1896، بمبلغ 180111 دولارًا.
وقال ليفينغستون: "ما زال الطلب مرتفعًا على هذه الميداليات، والسوق متعطش لها فهي ليست متوافرة بكثرة".