مع تقليص روسيا في الأول من يناير/ كانون الثاني قائمة الوظائف التي تمنع النساء من توليها بسبب متطلّباتها الجسدية أو طبيعتها الخطرة؛ أصبح بإمكان النساء في روسيا أن يصبحن سائقات لقطارات الأنفاق أو محصلات بالقطارات أو سائقات للشاحنات.
من هؤلاء النسوة صوفيا دوروفييفا التي لطالما أحبّت القطارات التي تقطع المساحات الشاسعة في بلدها روسيا، لكنها وغيرها من النساء كنّ ممنوعات حتى هذا العام من قيادتها، وفقًا لتقريرٍ لوكالة "رويترز".
وبعد أن تخرّجت دوروفييفا عام 2020 من كلية لتدريب العاملين في وسائل النقل العامة، انتظرت بشغف بداية العام الحالي لتصبح مساعدة لسائق القطار، حيث تقول إنّها، شأنها شأن جميع النساء اللواتي أردن نيل هذه الوظيفة، اضطرت للانتظار مدّة طويلة.
وتشير دوروفييفا إلى أنهن لم يصدقّن بدايةً الأمر، قبل أن يشعرن بالسعادة ومن ثم بالهدوء. فبالنسبة للشابة الروسية بات بوسعهنّ تولي الوظيفة بعد اجتياز الامتحانات، بدلًا من المحاربة من أجلها، كما كان يحصل سابقًا.
معركة طويلة
وبدأت معركة الروسيات لتولي وظائف ترى الدولة أنها تتطلب الكثير من الجهد أو تنطوي على خطورة؛ قبل وقت طويل من مسعى دوروفييفا.
فقد تقدمت آنا كليفيتس عام 2009، وهي طالبة في سان بطرسبرغ، للالتحاق بالعمل مساعدة لسائق قطار مترو بعد رؤية إعلان يطلب رجالًا لهذه الوظيفة. وعندما رُفض طلبها لأنها امرأة، لجأت إلى القضاء. ووصلت دعواها القضائية أخيرًا إلى المحكمة الدستورية عام 2012، لكن بقيت النساء ممنوعات من تشغيل قطارات مترو الأنفاق.
وتقول كليفيتس إنها كانت تدرك أنها ستكون عملية طويلة، لكنها لم تتوقع أن تستغرق عشر سنوات. وتؤكد على وجوب إتاحة كل شيء أمام النساء، "لأن المرأة قادرة على اتخاذ القرار بنفسها بشأن ما تختار وأين تذهب ومن تكون وماذا تفعل".