الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

"جو شو" وقضية "متحرش المعادي": المجرم والشريك والآلاف من الضحايا

"جو شو" وقضية "متحرش المعادي": المجرم والشريك والآلاف من الضحايا

Changed

التحرش
مصريات يتظاهرن ضد التحرش في القاهرة (أرشيف - غيتي)
أمام هول الحادثة، لم ينتظر "جو شو" موعده الأسبوعي ليعلّق على الواقعة، على طريقته، لكن غير الساخرة هذه المرّة، محددًا عناصر الجريمة.

لا تزال قضية ما اصطلح على تسميته بـ"متحرش المعادي"، في إشارة إلى المتهم المصري محمد جودت، الذي رصدته كاميرات المراقبة، وهو يتحرّش بطفلة، تثير الجدل في مصر والعالم العربي.

وإذا كانت هذه الحادثة أثارت استهجانًا عامًا، فإنّ اعترافات المتحرّش الذي زعم أنّه "لم يكن يقصد" التحرّش بالطفلة، وإنما كان "يمزح معها" أثارت جدلًا مُضاعَفًا.

وأمام هول الجريمة والتفاعل الذي أحدثته عبر منصّات التواصل العربية عمومًا، والمصرية خصوصًا، أطل الكوميدي المصري يوسف حسين في مقطع مصوّر استبق الموعد الأسبوعي لبرنامجه "جو شو" عبر شاشة "العربي"، ليعلّق على الحدث، على طريقته، ولكن غير الساخرة هذه المرّة.

بائعة المناديل.. والطفولة المدمَّرة

انطلق "جو شو" في تعليقه من "استحالة" استخدام الأسلوب الساخر إزاء واقعة بهذا الحجم، على الرغم من بعض "ردود الفعل غير السويّة وردود الفعل المضحكة" التي تستحق الاستهزاء، والتي رصدها فريق البرنامج.

وقال جو إنّ أغلبية الناس تحدثت عن المتحرش وعقابه، موجّهًا التحية لـ"السيدة البطلة الشجاعة" التي تصدّت له، إلا أنّه فضّل تناول الموضوع من زاوية مختلفة، هي زاوية الضحية، طفلة المعادي، بائعة المناديل التي تعيش "طفولة مدمَّرة" من الأساس.

وأضاف أنّ هذه الطفلة كان ينبغي أن تكون على مقاعد الدراسة، أو تلعب مع أصدقائها، كما سائر الأطفال، إلا أنّ القدر وضعها في هذا الموقف. وشدد على أن هذه الطفلة هي ضحيّة من أطفال الشوارع الموجودين في مصر، وهي عيّنة واحدة من ضمن عشرات آلاف الأطفال المنتشرين في الشوارع المصرية، والذين "يحاربون ليستطيعوا أن يعيشوا ويأكلوا ويشربوا ويلبسوا"، وغير ذلك من الأمور البديهية لحياة كريمة.

وقال جو إن اكتشاف الواقعة، على أهميته، لن يحل المشكلة، لأنّ حال الفتاة ستبقى كما هي، في وقت تغص الشوارع بالأطفال وبالكثيرين ممن يشبهون ذلك الرجل المتحرش، الذين يمارسون أفعالهم من دون أن يكتشفها أحد.

من هنا، تساءل عن دور المجتمع المدني الذي خصصته الحكومة المصرية لمثل هذه الحالات، وعن عدم إيجادها بديلاً بعدما أقفلت مؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بقضية أطفال الشوارع.

وخلص جو شو إلى أن "من ترك أطفال الشوارع من دون يد تمدّ لهم يد العون، وقضى على منظمات المجتمع المدني التي كانت تحاول القيام بما عجزت الدولة عن القيام به، هو مجرم وشريك في الجريمة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close