"حينما أسمع اسم بئر برهوت، تراودني لحظة خوف"، هذا هو الانطباع الأول، الذي يرويه اليمنيون عن بئر عميقة في جوف صحراء اليمن لا ترى عيون الناس قعرًا لها؛ ولا تزال الأحاديث والأساطير والحكايات المرعبة تُنسج حولها.
هي بئر يعرفها أهل الخليج عامة، وأهالي اليمن خاصّة. يقصدها عشّاق المغامرات والاكتشافات للوقوف على حقيقة رواياتها المتعددة والمتضاربة، والتي تعادل قصصها رواية كاملة تُرعبك منذ البدء بقراءة صفحتها الأولى.
ويروي بعض السكان الذين يعيشون في المنطقة التي تتواجد فيها البئر، بين اليمن وسلطنة عُمان، لـ"العربي"، أن هذه البئر إحدى "أكثر بقاع الأرض شرًا، نظرًا لتواجد أرواح المنافقين والكفّار فيها".
وتتعدد الروايات حول البئر، فيقول راعي إبل إن "البئر مخيفة ولا يستطيع أحد النزول إليها، وإن فيها جنّا، وإذا رميت جيفة حيوان ميت، فسيموت لك لاحقًا حيوان سواء من إبل أو غنم تملكه".
أقدم السكان سابقًا على استخدام آلية ثقيلة لإنزال أحد الأشخاص إلى البئر، مزوّدًا بمسدس وبندقية (كلاشينكوف) وسيف؛ لكنه قبل وصوله إلى القعر، صرخ "أخرجوني أخرجوني أنا خائف"، يروي أحد السكان الذين تواجدوا وقت الحادث.
وتقول إحدى الروايات إن البئر تحتوي على "ثعبان كبير"، وإن من بناها هو ملك حميريّ، كان يُجلب من يعصي أوامره أو يكذب إلى حدودها، فيهدد بالرمي فيها إن لم يعترف بذنبه. كما تقول إحدى الأساطير إن من بناها هم الجنّ لتكون سجنًا.
ويتحدث دليل سياحي لـ"العربي" عن عجائب برهوت، وكيف يشاع أن بداخلها تماسيح شاهدها الناس يومًا تسحب جثة ناقة.
ويضيف الدليل أن عمق البئر يبلغ نحو 120 مترًا، أما القطر الدائري فيزيد عن ذلك.
وفي محاولة لمعرفة الحقيقة العلمية للبئر، قصد "العربي" أستاذ علم الجيومورفولوجيا من جامعة حضرموت الدكتور محمد رشيد، حيث فنّد الروايات المتداولة، وقدم في المقابل تحليلات علمية تفسّر وجود البئر والظواهر المرتبطة بها.