قد يبدو الفم والمعدة عضوين منفصلين في وظائفهما، لكن الدراسات الحديثة تكشف عن علاقة وثيقة بين صحة الفم وأمراض المعدة، تبدأ من البكتيريا الدقيقة التي تعيش في الفم، وتصل أحيانًا إلى أعماق الجهاز الهضمي.
ومن بين هذه البكتيريا، تبرز الجرثومة الحلزونية أو "إتش بي" (Helicobacter pylori)، وهي المسؤولة عن كثير من حالات قرحة المعدة والتهاباتها.
والجديد في الأمر أن الأبحاث بدأت تكشف عن وجود هذه الجرثومة في الفم أيضًا، وليس في المعدة فقط.
كيف تسبب بكتيريا الفم مشكلات بالمعدة؟
ففي دراسة حديثة تبين أن ما يقرب من 40% من المشاركين كانوا يحملون الجرثومة في أفواههم، حتى وإن لم تظهر لديهم أعراض في المعدة.
وفي دراسة أخرى أجريت على أكثر من 1000 شخص، وجد أن 60% من الأشخاص المصابين بمشاكل في اللثة أو تسوس متقدم يحملون الجرثومة في فمهم.
وفي حديث لبرنامج "صحتك" الذي يبث على "تلفزيون العربي 2"، أوضحت طبيبة الأسنان ماريا سلوم أن الفم يُعد البوابة الأولى لدخول البكتيريا إلى الجهاز الهضمي، مشيرة إلى أن العديد من البكتيريا التي تؤثر سلبًا على صحة المعدة تكون في الأصل مسؤولة عن التهابات اللثة.
وأكدت سلوم على أهمية العناية بصحة الفم، قائلة: "من الضروري أن نحافظ على نظافة الفم لكي نحافظ على صحة المعدة".
وأضافت أن كثيرًا ما يتم التركيز على علاج المعدة من البكتيريا، في حين يتم إهمال الفم، مما يؤدي إلى عودة العدوى مجددًا".
كما لفتت الانتباه إلى بكتيريا شائعة تُعرف باسم "إتش بي" (H. pylori)، والتي تسبب آلامًا في المعدة، موضحة أنها تتواجد بكثرة في الفم.
واختتمت بالتحذير من أن معالجة المعدة دون الاهتمام بصحة الفم قد يؤدي إلى تكرار الإصابة، مشيرة إلى أن بعض أنواع البكتيريا المرتبطة بالتهابات اللثة تلعب دورًا أساسيًا أيضًا في التهابات المعدة.
