الجمعة 20 حزيران / يونيو 2025
Close

من سليم الأول إلى بوتين.. تاريخ من "الإهانات الدبلوماسية" حول العالم

من سليم الأول إلى بوتين.. تاريخ من "الإهانات الدبلوماسية" حول العالم

شارك القصة

"أنا العربي" يعرض ردود الفعل حول الطاولة الضخمة التي فصلت بين بوتين وماكرون خلال لقائهما (الصورة: غيتي)
الخط
قبل قرون كانت الإهانات الدبلوماسية "أشد فظاظة ممّا هي عليه الآن"، بينما تبقى الأجواء مشحونة كما هي.

أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجدل مؤخرًا لدى استقباله نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي زار موسكو في محاولة للتخفيف من حدة التوتر في الأزمة الأوكرانية، عندما جلسا معًا على مسافة متباعدة للغاية، ومغادرة بوتين القاعة تاركًا ضيفه خلفه.

وقبل لقاء بينهما، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الحوار مع نظيرته البريطانية ليز تراس بأنه "حوار البكم مع الصمّ"، قبل أن يُغادر الاجتماع الذي عُقد مع تراس وتركها وحيدة خلال مؤتمرهما الصحافي في موسكو.

وهذه "الإهانات الدبلوماسية" ليست الأولى في تاريخ السياسة حول العالم، إذ لطالما سخر السياسيون من بعضهم البعض على مرّ السنين.

ورصدت مجلة "إيكونوميست" البريطانية "التاريخ البغيض للإهانات الدبلوماسية"، مشيرة إلى أنه قبل قرون كانت الإهانات الدبلوماسية "أشد فظاظة ممّا هي عليه الآن"، بينما تبقى الأجواء مشحونة كما هي.

وقالت المجلة إنه خلال الإمبراطورية العثمانية، كانت الأفعال أعلى من الأقوال. فعندما أراد السلطان العثماني سليم الأول إعلان انتصاره على والي دولكادر، وهي دولة عازلة بين العثمانيين والمماليك في مصر، أرسل سفيره إلى القاهرة، حيث فتح حقيبة وألقى الرأس المقطوع لوالي دولكادر أمام قدمي السلطان المملوكي، أحد أقرب حلفاء الوالي المقتول.

عام 1827، ضرب والي الجزائر السفير الفرنسي بمضرب ذباب أثناء نزاع حول الديون، وكانت هذه الواقعة قبل استعمار دام نحو 130 عامًا.

دبلوماسية مشحونة

لكن المجلة أشارت إلى أن الدبلوماسية الحديثة أصبحت أقل ميلًا للمواجهة الجسدية، لكنها "مشحونة بالقدر ذاته"، إذ غالبًا ما يُظهر قادة دكتاتوريون "ازدراء" لخصومهم المنتخبين ديمقراطيًا، كما أن بعضم قد يستمتعون بإبراز الشعور بالقوة والثقة بالنفس أمام مواطنيهم، الذين ينظرون إليهم باعتبارهم يتحدون الغرباء.

وعلى سبيل المثال، استشهدت المجلة بالزعيم الفنزويلي السابق هوغو تشافيز، الذي كان معروفًا بخطاباته اللاذعة ضد الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، وكان يصفه بـ"الشيطان".

وقالت إنه كان لدى تشافيز معجم جيد الإبهام للتهكّم. ففي خطاب متلفز عام 2006، توجّه لبوش قائلًا: "أنت جاهل، أنت حمار، سيد الخطر... أنت جبان، قاتل، إبادة جماعية، مدمن على الكحول، سكير، كاذب".

كما وصف رئيس زيمبابوي الراحل روبرت موغابي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، بأنه "صبي يرتدي بنطالًا قصيرًا"، وهو تصريح نال إشادة داخلية حتى من خصومه.

وربما لأسباب مماثلة، وصف دبلوماسيون صينيون رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنه "صبي".

وعام 2016، قام رودريغو دوتيرتي رئيس الفلبين، الذي رسم الإصبع الأوسط مرفوعًا بعبارة "اللعنة عليك" في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي، بعد أن انتقد أعضاء البرلمان الأوروبي حربه الوحشية على المخدرات.

وعام 2017، وصف كيم جونغ أون رئيس كوريا الشمالية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بأنه "خرف"، لكنه فعل ذلك ردًا على سخرية ترمب منه، واصفًا إياه بـ "رجل الصواريخ".

وعام 2007، أزعج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستشارة الألمانية آنذاك أنغيلا ميركل، عندما قدّم لها كلبًا ضخمًا، رغم علمه برهابها المعروف للكلاب.

وذكرت المجلة أن الانتقادات اللاذعة والشتائم ستستمرّ، حيث توفّر الدبلوماسية الحديثة فرصًا أكثر من أي وقت مضى لأشكال جديدة من المشاحنات، من بينها "الميمات"، مثلما حدث عندما غرّد المرشد الإيراني علي خامنئي عام 2018، بوصفه إسرائيل بأنها "ورم خبيث". فردّت عليه السفارة الإسرائيلية في الولايات المتحدة بلقطة شاشة من فيلم  "Mean Girls"، مرفقة بعبارة "لماذا أنت مهووس بي؟".

تابع القراءة

المصادر

العربي - ترجمات