الإثنين 14 تموز / يوليو 2025
Close

من هو كمال عدوان الذي أطلق اسمه على مستشفى في غزة؟

من هو كمال عدوان الذي أطلق اسمه على مستشفى في غزة؟ محدث 15 حزيران 2025

شارك القصة

أخرج الاحتلال مستشفى كمال عدوان عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر والحصار المتواصل
أخرج الاحتلال مستشفى كمال عدوان عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر والحصار المتواصل - غيتي
الخط
حمل المستشفى الذي يقع في شمال غزة، اسم كمال عدوان، وهو قيادي فلسطيني من مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

كان "مستشفى كمال عدوان" لسنوات عديدة، المستشفى الأهم في شمال قطاع غزة، إذ كان رمزًا للأمل بالنسبة لآلاف الأشخاص، حيث كانت هناك الأنفاس الأولى للعديد من المواليد، وهناك أنقذ الأطباء أرواحًا لا يحصى عددها، وهناك خفف الممرضون والممرضات من آلام المرضى.

لكن لم يعد مستشفى كمال عدوان اليوم شريان الحياة كما كان في السابق، بعد أن أخرجه الاحتلال عن الخدمة، نتيجة الاستهداف المباشر والحصار المتواصل.

فالمبنى المكون من أربعة طوابق، والذي كان يعج بالمرضى والموظفين في يوم من الأيام، أصبح اليوم خرابًا ودمارًا، وقد اختلط التشابك الفوضوي للأسلاك والأنابيب والمعادن الملتوية مع بقايا المعدات الطبية الباهظة الثمن.

وكان المستشفى يضم أقسامًا للطوارئ وللاستقبال العام ولاستقبال الأطفال وللجراحة العامة، إلى جانب أقسام جراحة العظام والعناية المركزة والأشعة، ومختبر وصيدلية.

ماذا حدث في مستشفى كمال عدوان؟

منذ هجوم الجيش الإسرائيلي على محافظة شمال غزة في 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي والمتزامن مع حصار عسكري مطبق، تعرض المستشفى للعشرات من عمليات الاستهداف بالصواريخ والنيران حيث قال مسؤول صحي إن الجيش يعامله كـ"هدف عسكري".

ورغم ذلك، واصل الكادر الطبي داخل المستشفى والمكون من طبيبين على الأكثر وعدد قليل من الممرضين أداء واجبهم الإنساني، كما رفضوا الانصياع لأوامر الجيش المتعددة بإخلاء مبانيه ومغادرة المحافظة رغم تواصل الجرائم بحقهم.

وفي ديسمبر / كانون الأول 2023 دمر الجيش الإسرائيلي أجزاء واسعة من مستشفى كمال عدوان، ثم شنّ غارات جوية أدت إلى تدمير مولدات الطاقة الخاصة به في مايو/ أيار 2024.

كان "كمال عدوان" لسنوات عديدة المستشفى الأهم في شمال غزة
كان "كمال عدوان" لسنوات عديدة المستشفى الأهم في شمال غزة - غيتي

وفي ديسمبر 2024 اقتحم الجيش الإسرائيلي المشفى، وأجبر الكوادر الطبية والمرضى ومرافقيهم على الإخلاء الفوري.

وشهد المستشفى خلال الاقتحام أعمال تخريب واسعة، وأقدم الجنود على حرق أقسام وتدمير أخرى، مما تسبب بتوقف الخدمات الطبية.

كما اعتقل الجيش مدير المشفى الدكتور حسام أبو صفية، الذي لاقت صورته أثناء اعتقاله بين الركام تفاعلًا كبيرًا على منصات التواصل، بين مشيدين بصمود الطبيب الإنسان، وآخرين مستائين من الخذلان.

من هو كمال عدوان الذي أطلق اسمه على مستشفى في غزة؟

حمل المستشفى اسم كمال عدوان، وهو قيادي فلسطيني من مؤسسي حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".

وحسب منظمة التحرير الفلسطينية، ولد كمال عدوان عام 1935 في قرية البربرة القريبة من عسقلان، لجأ مع عائلته إلى قطاع غزة بعد نكبة عام 1948.

وقاوم الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة عام 1956، فجرى اعتقاله حتى نهاية الاحتلال والعدوان الثلاثي على مصر وعودة غزة للإدارة المصرية.

كمال عدوان هو قيادي فلسطيني من مؤسسي حركة "فتح"
كمال عدوان هو قيادي فلسطيني من مؤسسي حركة "فتح" - منظمة التحرير الفلسطينية

تخرج كمال عدوان من الجامعات المصرية مهندسًا بتروليًا عام 1963، واشتغل في قطر والسعودية.

واختير عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1964، وكان من أوائل مؤسسي حركة "فتح"، حيث شارك في مسيرتها، وتفرغ للعمل النضالي في الحركة عام 1968، مسؤولاً عن جهاز الإعلام.

واستطاع كمال عدوان أن يقيم جهازًا إعلاميًا من خلال إنشاء صحيفة وعلاقات عربية ودولية.

وحسب موقع حركة "فتح"، فإن من أبرز إسهامات الشهيد كمال عدوان على الصعيد الداخلي، أنه كان صاحب فكرة إنشاء الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد عام النكسة 1967،

كما أنه أظهر اهتمامًا واضحًا خلال مسيرته النضالية، بالطلاب والعمل الطلابي ولطالما حثهم على الانخراط بالعمل السياسي والفعاليات الجماهيرية وسعى إلى دعمهم بشتى السُّبُل.

اغتالت إسرائيل كمال عدوان عام 1973 في بيروت
اغتالت إسرائيل كمال عدوان عام 1973 في بيروت - وكالة الأنباء الفلسطينية

وتركت جهوده بصمات واضحة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، حيث اشترك في معارك سبتمبر/ أيلول 1970، وانتقل إلى جرش ودبين، وثم إلى دمشق وبيروت لمواصلة نضاله.

وبتاريخ 1/1/1971 انعقد المؤتمر الثالث لحركة فتح، وجرى خلاله انتخابه عضوًا للجنة المركزية للحركة، وجرى تكليفه بالإشراف على القطاع الغربي، (المسؤول عن المهمات والأنشطة السياسية والعسكرية في الأرض المحتلة) إلى جانب مهمته الإعلامية، واستمر في قيادة تلك المهمة حتى لحظة استشهاده.

وعُرف كمال عدوان بعلاقاته المميزة والمبكرة مع القائدين ياسر عرفات وخليل الوزير (أبو جهاد).

وتعود جذوره الى حركة الإخوان المسلمين، ولكنه لم يستمر طويلًا في صفوفهم، إذ ترك التنظيم في عام 1954 وأسس مجموعة مسلحة مؤلفة من مجموعة من الشباب تحضيرًا للعمل الفدائي.

استشهد كمال عدوان في 10/4/1973 في منزله إثر هجوم قامت به وحدة إسرائيلية خاصة بقيادة إيهود باراك على بيروت في عملية عُرفت باسم "علمية فردان، حيث استشهد إلى جانبه أيضًا كل من  القائدين كمال ناصر ومحمد يوسف النجار (أبو يوسف النجار).

تابع القراءة

المصادر

موقع التلفزيون العربي / وكالات
تغطية خاصة