لا يستطيع الكثير من الأطفال التحكم في النفس لمواجهة المواقف الصعبة، إذ يفقدون السيطرة على عواطفهم وانفعالاتهم وينتهي بهم الأمر وحيدين من دون أصدقاء، فكيف يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على تعلم ضبط النفس لتحقيق النجاح في الحياة.
ولا يولد الأطفال وهم يمتلكون مهارة التحكم في النفس، فهم يتصرفون بناء على دوافعهم الخاصة من دون تفكير في العواقب.
ويُعد تعلّم ضبط النفس أحد أهم الأمور الذي يمكن للأم مساعدة طفلها في اكتسابها، لأن هذه المهارة هي من أهم الضمانات للنجاح لاحقًا في الحياة.
لكن ثمة أسباب قد تجعل بعض الأطفال يعانون من عدم القدرة على ضبط النفس حتى عمر متقدم، ومنها مزاج الطفل الفطري والإحباط والقلق سواء كان سببه المدرسة وغيرها، أو الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالإضافة إلى البيئة. فمع استسلام الأم أحيانًا لنوبات غضب الطفل أو التصرف حيالها بطريقة عصبية، يعجز الطفل عن تطوير مهارة التحكم بالنفس.
ومن الإستراتيجيات التي يمكن أن يتبعها الأهل لضبط النفس لدى الطفل، استراتيجية البحث عن حلول لمواقف أزعجته وتدريبه على ذلك، وتعليمه كلمات معبرة عن الحالة التي يشعر بها وتوقيت استخدامها، ومساعدته على فهم كيفية تعديل استجابته لموقف معقد أو محبط وتحديد قواعد ثابتة والمحاسبة عند تجاوزها مع استخدام التعزيز الإيجابي والمكافأة عند إظهاره ضبط النفس.
مهارة قابلة للتدريب
وأكد مستشار الطب النفسي في مركز دعم الصحة السلوكية، مأمون مبيض، أن القدرة على ضبط النفس والانتظار، مهارة قابلة لتدريب الصغار عليها، من خلال أعمال بسيطة مثل انتظار الأم والأب قبل بدء تناول الطعام أو انتظار الطفل لدوره في اللعب وغيرها.
وشدد مبيض في حديث إلى "العربي" من قطر، على وجوب بدء تدريب الطفل على الانتظار خلال الثلاث السنوات الأولى من عمره، منبهًا إلى ضرورة أن يكون الآباء خير قدوة في هذا الموضوع.
واعتبر أن الكثير من الصعوبات في الحياة والجرائم مردّها إلى عدم القدرة على الانتظار وحب التملّك، إذ لا يستطيع السارق على سبيل المثال الانتظار للحصول على ما يريده بطرق شرعية وقانونية.
وأضاف مبيض أن بعض الألعاب الإلكترونية قادرة على تدريب الأطفال على الانتظار، خاصة تلك التي تتضمّن الانتقال من مستوى إلى آخر، فضلاً عن الألعاب اليدوية مثل "البازل".
