تعتبر مدينة شوشة بإقليم ناغورني كاراباخ بأذربيجان مهدًا للموسيقى الأذربيجانية، ورمزًا ثقافيًا، حيث كانت طيلة قرون موطنًا للعديد من المفكرين والمثقفين والعلماء والشخصيات المؤثرة في حركة الأدب الأذري الحديث.
وفي مواجهة الحرب والدمار، تقف المدينة على قمم الثقافة والفن، حيث تواجه معالمها الإهمال والخراب حتى أتت السنون على الكثير من شواهدها الأثرية.
وقال إيلشان رهيلمي المتخصص بتاريخ شوشة، لـ"العربي": بالنسبة لأذربيجان تعد شوشة مهدًا لحضارة البلاد، كما أن طبيعتها الجبلية الجميلة تعد مركز جذب سياحي، لكن الأرمن عملوا على طمس هوية المدينة ولم يهتموا بالمباني الأثرية طيلة احتلالهم لها.
وينتسب مفكرون وشخصيات ثقافية وشعراء كبار في تاريخ أذربيجان إلى مدينة شوشة.
معركة الحفاظ على الهوية الثقافية
كما أن معركة السيطرة عليها بين أذربيجان وأرمينيا، لم تكن مواجهة بين النار والبارود فقط، إنما اعتبرها الأذريون معركة الحفاظ على الهوية الثقافية.
وشهدت مدينة شوشة ميلاد أول مسرح في منطقة القوقاز، كما تعد مهدًا للموسيقى القوقازية.
وأكد زاؤور حسنوف وهو من أهالي شوشة في حديث لـ "العربي"، أن الهوية العمرانية للمدينة هي هوية تركية وأذرية خاصة، تشابه فن العمارة العثماينة، حيث بدأت أعمال الترميم في كثير من المباني التي شهدت محاولة لطمس معالم الحضارة الأذرية.
كما تعد مدينة شوشة مركزًا إستراتيجيًا مهمًا في إقليم كاراباخ، حيث شهدت الكثير من معارك الكر والفر قديمًا وحديثًا، نظرًا لارتفاعها وما تمنحه من إمكانية التحكم في طرق الإمداد وقطعها من خلال حصونها وموقعها.
وأمام ذلك، فإن التنافس على المدينة، تجاوز الميادين السياسية والعسكرية إلى الخلاف الثقافي على هوية المدينة.