الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى.. السياسة تلقي بظلالها على الثقافة

مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى.. السياسة تلقي بظلالها على الثقافة

Changed

نافذة ثقافية من "العربي" عن مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى (الصورة: فيسبوك)
اتسم مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى بالتواضع، حيث اقتصرت المشاركة على فرق محلية وفرقتين من الدول العربية، نتيجة تقليص الميزانيات والعقبات السياسية.

بعد غياب لمدة سنتين بسبب جائحة كورونا، انطلق في رام الله مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى، تشارك فيه على مدار 10 أيام عدد من الفرق الفنية المحلية في رام الله، وبيت لحم، وجنين، وغزة.

واتسمت عودة المهرجان الدولي بالمتواضعة، حيث تقتصر فعاليات هذا العام على فرق محلية وفرقتين من الدول العربية فقط، بسبب تقليص في الميزانيات في وقت يحاول الاقتصاد الفلسطيني استرجاع نفسه، على حد تعبير راما يوسف مسؤولة الإعلام في مهرجان فلسطين الدولي للرقص.

فبشكل عام تتأثر المهرجانات الفنية بفلسطين بالأحداث السياسية الجارية وليس فقط بالاقتصاد والفيروس، إذ خلال العقدين الأخيرين ألغي المهرجان أكثر من مرة حدادًا على ضحايا المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية.

وتسرد وطن صباح مسؤولة الفرق في المهرجان أن الفعاليات انطلقت لأول مرة عام 1993 وتوقف خلال أحداث الانتفاضة الثانية وحرب غزة، ليفتتح هذا العام في رام الله ويستمر في بيت لحم وجنين وغزة رغم أن الحضور الفني كان أكبر في السنوات السابقة.

"صرارة بتسند حجر"

ومن رام الله، تتحدث مديرة مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى إيمان حموري لـ"العربي"، عن رسالة هذه الدورة مشيرةً إلى أن شعار هذه السنة "صرارة بتسند حجر" للإضاءة على أهمية الأفعال والنشاطات مهما كانت صغيرة، إذ إنها قادرة على تشكيل سلسلة كبيرة لتوحيد الفلسطينيين.

وأضافت: "عندما نقول الشيخ جراح يصرخ ترد برقة وجنين وغيرها.. وهذا يعني أننا نوجه رسالة إلى الداخل الفلسطيني أنه حتى من موقعنا كفنانين نحن ندفع ثمن الصرارة التي نبنيها بوجه أفعال الاحتلال".

كما كشفت حموري أن القيميين على هذا الحدث الفني قاموا بتكريم الشهيدة الفلسطينية الصحفية شيرين أبو عاقلة خلال افتتاح الدورة، عبر تقديم لوحة فنية رسمتها الفنانة المقدسية نمير قاسم تعبر عن شخصها لأنها "كانت تحب الفرح.. وإنسانة كانت تتطلع إلى الحياة بينما يتطلع الاحتلال إلى قتلنا"، إلى جانب نص قدمه الشاعر وسيم الكردي.

اللوحة التكريمية للشهيدة شيرين أبو عاقلة ضمن مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى - فيسبوك
اللوحة التكريمية للشهيدة شيرين أبو عاقلة ضمن مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى - فيسبوك

الثقافة والهوية الفلسطينية

أما عن أهمية دعم مثل هذه النشاطات التي تكون الهوية الفلسطينية، فتلفت مديرة المهرجان إلى أن هناك أسبابا عديدة لعبت دورًا في تقليص حجم التمويل المخصص لمثل هذه الفعاليات من قبل المانحين، بحيث وضعت شروط سياسية لمحاولة "تجريم" نضال الشعب الفلسطيني.

وتردف حموري: "مثلًا أدى اعتبار الفصائل الوطنية منظمات إرهابية إلى حجب بعض المنح، بعد أن رفضنا تجريم شعبنا ونعتبر أن الفنون والثقافة هي امتداد لهذا النضال".

 كذلك تطرقت مديرة مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى لغياب دور الجهات الرسمية في دعم الفنون والثقافة في فلسطين، في وقت تعي بعض أطراف القطاع الخاص أهمية هذه الأحداث إلا أن قسما ينظر إلى الأولوية الإعلانية بعيدًا عن المسؤولية الاجتماعية.

وتقول بهذا الخصوص: "الكل يتغنى بأن القطاع الثقافي يعبر عن الهوية وأن مهرجاننا من أهم الأحداث الفنية.. ولكن هذا الكلام لا ينعكس على أرض الواقع ولا يترجم بالدعم الكافي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة