الخميس 28 مارس / مارس 2024

مهمة تاريخية لحماية مستقبل البشرية.. "دارت" ستحاول تغيير مسار كويكب

مهمة تاريخية لحماية مستقبل البشرية.. "دارت" ستحاول تغيير مسار كويكب

Changed

"العربي" يلقي الضوء على استعداد "ناسا" لإطلاق أول نظام للدفاع عن كوكب الأرض (الصورة: ناسا)
ستصطدم مركبة فضائية غير مأهولة بالكويكب "ديمورفوس"، لدراسة الطرق الممكنة لتحويل مسار الكويكبات التي قد تهدد بالاصطدام بالأرض في المستقبل.

من المتوقّع أن تنفّذ وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، في الساعة السابعة مساء بتوقيت الساحل الشرقي، أول مهمة من نوعها لاختبار تقنية لحماية البشرية من تأثير كارثي لاصطدام كويكب بالأرض.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن مركبة فضائية غير مأهولة ستصطدم بالكويكب "ديمورفوس"، لدراسة الطرق الممكنة لتحويل مسار الكويكبات التي قد تهدد بالاصطدام بالأرض في المستقبل.

وفيما يُعرف باسم "تقنية التصادم الحركي"، ستضرب المركبة التي أُطلق عليها اسمها "السهم" (Dart)، والتي يبلغ حجمها حجم باص، الكويكب بسرعة تزيد عن 22530 كيلومتر في الساعة، لتغيير مسار الجرم الفضائي الذي يبلغ قطره 160 مترًا.

ولا يشكّل "ديمورفوس" أي تهديد لكوكبنا، وسيكون على بعد ملايين الأميال في لحظة الاصطدام المتوقع. إلا أن الضابط في "ناسا" ليندلي جونسون قال: إن "كويكبًا بهذا الحجم يمكن أن يؤدي إلى كارثة طبيعية غير مسبوقة، تسبب خسائر تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، إذا ضرب منطقة مأهولة بالسكان".

ويتحرّك أكثر من مليون كويكب، يختلف في الحجم والشكل والتركيبة، في مدارات مختلفة حول الشمس. لكن وكالة "ناسا" أشارت إلى أن أيا منها ليس على مسار تصادمي مع الأرض خلال القرن المقبل.

لكن "الدفاع الكوكبي" لا يزال محور تركيز الوكالة، خاصة وأن القلق بشأن التهديد الذي تشكّله الكويكبات مدفوع جزئيًا بضربات سابقة للكويكبات، بما في ذلك بعض الهجمات التي كان لها عواقب وخيمة.

"خطر حقيقي"

 وأوضح مهندس الفضاء في وكالة "ناسا" لؤي البسيوني، في حديث سابق إلى "العربي"، أن هذه التخوّفات في محلها لأنّ هناك خطرًا حقيقيًا من اصطدام أجسام فضائية بالأرض، إذ خلال السنوات الفائتة شهد العالم ضربات سابقة أدت إلى أضرار خطيرة.

ومن بين هذه الضربات السابقة، تسبّب صخرة فضائية، بعرض 9.6 كيلومترات، بانقراض الديناصورات منذ عشرات الملايين من السنين.

وعام 2013، ضربت كرة نارية يبلغ ارتفاعها 18.2 مترًا، روسيا مما ألحق أضرارًا بآلاف المباني وإصابة حوالي 1500 شخص. كما يعتقد العلماء أن كويكبًا أكبر بعشر مرات، دمّر 2,071 كيلومترًا مربعًا من غابة سيبيريا النائية عام 1908.

ويتوقّع علماء البعثة الذين يراقبون المركبة الفضائية "دارت" أن اصطدامها مع "ديمورفوس" يحمل زخمًا كافيًا لتغيير مدار الكويكب بحوالي 1%.

وفي محاولة أخرى ضمن جهود الدفاع الكويكبي، من المتوقّع أن تطلق "ناسا"، عام 2028، التلسكوب الفضائي لمسح الأجسام القريبة من الأرض، والذي يجب أن تتيح قدراته في التصوير بالأشعة تحت الحمراء إمكانية رصد الكويكبات بسهولة أكبر وتحديد أحجامها ومساراتها بسرعة.

وبالإضافة إلى تقنية "التصادم الحركي"، تدرس "ناسا" أفكارًا أخرى لتشتيت أو تدمير الكويكبات الخطرة، منها إطلاق كويكبات بأشعة أيونية أو تغيير مساراتها من خلال استخدام ما يسمّى بـ"جرار الجاذبية"، وهي عبارة عن مركبة فضائية تمر بالقرب من كويكب وتقوم بسحب الجاذبية إلى الفضاء لفترة طويلة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close