الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

مواجهة جديدة بين موسكو والغرب.. ما هي أهداف روسيا في مالي؟

مواجهة جديدة بين موسكو والغرب.. ما هي أهداف روسيا في مالي؟

Changed

تضيء حلقة "للخبر بقية" على التمدد الروسي في القارة الإفريقية (الصورة: تويتر)
لا يمكن حصر الوجود الروسي في إفريقيا بالزيارات الرسمية فقط، حيث تنشط مجموعة فاغنر في عدة دول، من ليبيا وصولًا لإفريقيا الوسطى، في ظل أزمة بين هذه البلدان والغرب.

تتحول القارة الإفريقية إلى ساحة جديدة للمواجهة بين روسيا والغرب، تزامنًا مع الحرب القائمة في أوكرانيا؛ حيث ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بما أسماه "الذهنية الاستعمارية" لفرنسا والدول الأوروبية في مالي.

هذا التنديد الروسي، جاء بالتوازي مع تقديم موسكو حزمة من المساعدات الفنية والعسكرية واللوجستية لمالي، التي تتحضر لانسحاب القوات الفرنسية منها.

تواجد روسي في إفريقيا

وعلى عكس تيار الملفات الساخنة على الساحة الدولية، وتحديدًا الحرب في أوكرانيا، جاءت زيارة لافروف إلى مالي لبحث الأوضاع في القارة السمراء بشكل عام، وفي بلدانها التي تعيش أزمة سياسية كبيرة مع الغرب.

ولا يمكن حصر الوجود الروسي في تلك القارة بهذه الزيارات الرسمية، حيث تنشط مجموعة فاغنر في عدة دول، من ليبيا إلى الموزمبيق وصولًا إلى إفريقيا الوسطى، في ظل أزمة بين هذه البلدان والغرب.

وظهر الوجود الروسي أيضًا خلال تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على إدانة موسكو بعد هجومها على أوكرانيا، حيث امتنعت 17 دولة إفريقية عن التصويت على ذلك القرار.

كما أقرت الإدارة الأميركية مؤخرًا، ولمواجهة النفوذ الروسي في إفريقيا، قانونًا يهدف لمعاقبة الحكومة في تلك القارة في حال تعاونها مع موسكو.

فشل غربي

في هذا السياق، يرى الخبير بالشأن الإفريقي الهيبة ولد الشيخ سيداتي أن العلاقة بين روسيا ومالي ليست جديدة، "فكلما اضطربت العلاقة بين بامكو والدول الأوروبية، كانت تجد في موسكو ملاذًا لها".

ويشير ولد الشيخ سيداتي، في حديث إلى "العربي" من نواكشوط، إلى أن "التاريخ اليوم يعيد نفسه، وبمجرد إعلان فرنسا الانسحاب من مالي، لجأ الانقلابيون إلى الحليف التاريخي روسيا لطلب المساعدة".

ويؤكد الخبير بالشأن الإفريقي أن روسيا باتت متواجدة اليوم في مختلف الدول الإفريقية وليس فقط في مالي.

ويقول: "أبرمت موسكو العديد من الاتفاقيات الكبيرة مرتكزة على الإرث التاريخي في العلاقات الثنائية، ومستغلة الفشل الغربي في استيعاب حكومات هذه الدول".

تعاون تاريخي

من جهته، يرفض الكاتب الصحافي رولاند بيجاموف الاتهامات الموجهة إلى روسيا بأنها تعمل على استعمار الدول الإفريقية، مشيرًا إلى أن "تاريخ الدول الأوروبية مليء بالاستعمار لهذه البلدان".

ويشدد بيجاموف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، على أن "الحجة بأن روسيا تريد استعمار إفريقيا هي أوهام أطلقتها الدول الأوروبية".

ويقول: "منذ الحقبة السوفيتية، كانت موسكو تتمتع بعلاقات التعاون العسكري والفني مع عدد كبير من الدول الإفريقية".

ويضيف: "لا توجد قواعد عسكرية روسية في الدول الإفريقية، كما أن العديد من تلك البلدان، لا تمتلك موسكو فيها أي تمثيل عسكري".

دور مجموعة فاغنر

بدوره، يؤكد الباحث السياسي مصطفى طوسة أنه "قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، كان لموسكو موطئ قدم في إفريقيا، في محاولة لإبعاد الغرب".

ويشير طوسة، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن "الأداة الأولى لموسكو لفرض سيطرتها على هذه الدول كانت مجموعة فاغنر التي عملت على تشويه سمعت الدول الأوروبية".

ويقول: "نحن الآن نرى مواقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في موضوع الأزمة في أوكرانيا إضافة للضغط الأوروبي على موسكو، وذلك مرتبط بالتوسع الروسي في إفريقيا".

ويضيف: "شد الحبال بين روسيا والغرب لن يكون فقط في أوكرانيا أو إفريقيا، بل سيمتد إلى سوريا والعديد من الدول الأخرى".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close