أثارت كتابة على قبر الأديب طه حسين الجدل في مصر بعد أنباء تفيد بخطط لإزالة مدفنه من أجل توسعة الطرق المحاذية.
وقالت وسائل إعلام محلية إن قرار إزالة قبر طه حسين قد اتخذ رسميًا وسيتم تنفيذه خلال شهر سبتمبر/ أيلول الجاري ضمن مشروع توسعة طرقات في العاصمة القاهرة.
وتفاجأ المصريون منذ أيام قليلة بوضع علامة (X) على قبر عميد الأدب العربي، التي ترمز إلى أن الموقع ستتم إزالته.
كما ستشمل الإزالة مقابر أخرى. وسيتم نقلها إلى مقابر بديلة في منطقة 15 مايو.
ما موقف عائلة طه حسين؟
من جهتها، قالت عائلة حسين إنها خاطبت كافة الجهات لمنع إزالة قبر الأديب الراحل، فيما لم يتم الرد عليهم منذ فترة طويلة، قبل أن يعرفوا أن المحافظة عازمة على هدم القبر لوجوده ضمن نطاق توسعات الطرق خاصة محور ياسر رزق.
وقال حفيد طه حسين حسن الزيات: "إن المحافظة لم تبلغنا بأي شيء حتى هذه اللحظة رغم مطالباتنا المستمرة بتوضيح الأمر للعائلة حتى يتسنى لنا التحرك بشكل عاجل فيما يخص رفاة أفرادها المدفونين في نفس المكان".
ودخلت منظمة اليونيسكو على الخط وأرسلت لمجلس الوزراء مناشدات لوقف هدم مدفن طه حسين "حفاظًا على التراث".
غموض رسمي
وفي هذا الإطار، أكّدت عضوة جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، سهير حواس أن "الجهاز لم تصله أية خريطة للمشروعات التي ستقام بالمنطقة التي تقع فيها المقابر".
جريمة بحق عميد الأدب العربي".. كتابة وعلامة غريبة باللون الأحمر على مقبرة #طه_حسين في #مصر تثير الجدل pic.twitter.com/1J1WRvjvzt
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) September 1, 2022
كما لم يؤخذ رأي الجهاز في تلك المشروعات رغم أن المقابر مصنفة بأكملها كتراث. ووفقًا للقانون، يجب العودة إلى الجهاز في حال المساس بأي منها.
الرأي العام يتحرك
وتحرك الرأي العام افتراضيًا وانتشرت وسوم تحمل اسم الراحل طه حسين ومعها وسم عميد الأدب العربي. وقد تفاعل مع الخبر أكثر من 325 ألف حساب وتفاوتت التعليقات بين سلبية رافضة لهدم القبر ومحايدة تدعو لتكريم الراحل. واعتبر البعض أن إزالة مدفن طه حسين عميد الأدب العربي جريمة لا يمكن السكوت عليها.
واعتبر الأكاديمي المتخصص في علم الآثار الدكتور حسين دقيل أن عملية هدم القبر أمر خطير يخالف الدستور والقوانين التي تحافظ على التراث المصري التي وضعها البرلمان.
وقال دقيل في حديث إلى "العربي" من إسطنبول: "من المهم بناء الجسور لكن يجب أن نراعي القوانين في الدولة"، معتبرًا أن هدم التراث هو هدم لذاكرة المصريين.