بهدف مشاركة قصصهم وكسر الصور النمطية عن العرب، تنتشر ظاهرة الـ"ستاند آب كوميدي" في عواصم عالمية عدة، وفي أميركا الشمالية خصوصًا، حيث تجد هذه الكوميديا الخفيفة إقبالًا محترمًا.
ويتناول هذا النوع من الكوميديا موضوعات مرتبطة بالحياة اليومية والحرب واللجوء والأزمات الاقتصادية، بأسلوب ساخر يساهم في التوعية والشفاء الجماعي.
منصة "مود ضحك"
ففي مونتريال الكندية، يعد الـ"ستاند آب كوميدي" فنًا رائجًا بين الشباب العرب من الجيل الجديد، لأنه يركز على إبراز التنوع داخل الهوية العربية، وكذلك تصحيح المفاهيم الخاطئة وبعض السلوكيات التي تتنافى مع الاندماج في المجتمعات الغربية.
ويقدم شباب عرب في مونتريال محتوى كوميديًا يؤدى مباشرة أمام الجمهور على خشبة المسرح، عبر منصة "مود ضحك"، التي يتجمع فيها كوميديون عرب.
ويشارك كذلك في عروض الـ"ستاند آب كوميدي" كوميديون محترفون يطرحون أفكارهم باللغة الإنكليزية، ولكن بطابع يلامس التجربة العربية، في عروض تجمع بين الفن والرسالة.
وفي هذا الإطار، يقول فؤاد عبد النور وهو كوميدي سوري يشارك في عروض المنصة، إن العروض تشمل كل من لديهم الرغبة في المشاركة من مواطني الدول العربية في مونتريال بكندا، سواء ممن يمتلكون خبرات في المجال، أو ممن يرغبون في خوض هذه التجربة.
وأشار في حديثه إلى التلفزيون العربي إلى أن الـ"ستاند آب كوميدي" هو من أكثر الوسائل التي توصل الرسائل إلى الشارع.
حل مشاكل الشباب العرب بطريقة ساخرة
وفي حديثه إلى التلفزيون العربي، رأى بو علي مبارك وهو كوميدي مغربي أن تقديم الـ"ستاند آب كوميدي" باللغة العربية في مونتريال -المعروفة بمهرجانها الدولي "جست فور لافث" والذي يزوره الملايين- هو تطور مهم جدًا.
وبالرغم من أن الوطن العربي تجمعه لغة واحدة إلا أن فيه تنوعًا كبيرًا، وأن كل بلد له نكتته ولونه الخاص، بحسب ما أفاد الكوميدي المصري كريم حمدي.
وأكد حمدي أن ثقافة الـ"ستاند آب كوميدي" في الوطن العربي لم تكن منتشرة، مشددًا على أن تقديم ثقافة أي دولة عربية عبر هذا الأسلوب بشكل لطيف هو أمر مطلوب.
أما الكوميدي التونسي عزيز بوزيد، فقد أوضح أن مشاكل الشاب العربي في أي مكان هي ذاتها حتى وإن تغير المكان الذي يعيشون فيه.
وأضاف أنهم في منصة "مود ضحك" يسعون لحل مشاكل الشباب العرب في كندا عن طريق حلها في الوطن العربي بطريقة ساخرة وحرة.