شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط احتفالية بمشاركة دولية بمناسبة إعلانها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2023.
وشارك في الفعالية وفود تمثل مختلف الدول الإسلامية، كما تضمنت عروضًا فنية، إضافة إلى شروح تعريفية عن محاضر العلم الموريتانية والمخطوطات التاريخية والمواقع المسجلة على قائمة التراث الإسلامي. إلى جانب ذلك، افتتح عدد من الأجنحة الخاصة بالآلات الموسيقية والفن التشكيلي، والوجبات الشعبية والصناعات والأزياء التقليدية.
في إطار الأنشطة المواكبة لاعلان نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2023، نظمت جهة نواكشوط صباح اليوم السبت 07 يناير 2023، بالتعاون مع الاتحادية الوطنية لسباق الإبل والاتحادية الموريتانية لرياضة الفروسية، سباقا للإبل والخيول شارك فيه عشرات الجمالة والخيالة. pic.twitter.com/Ei6knQuk1i
— جهة نواكشوط Région de Nouakchott (@NkttRegion) January 7, 2023
واختارت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" مدينة نواكشوط عاصمة للثقافة لسنة 2023، ضمن برنامجها لعواصم الثقافة في العالم الإسلامي الذي بدأته عام 2004.
وفي كلمة له، قال وزير الثقافة الموريتاني محمد ولد اسويدات: إن إعلان نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي "يمثل مناسبة لعرض الثقافة الموريتانية وتقديم صورة ناصعة عن جوهر الدين الإسلامي".
وأشار إلى أن اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي "يشكل فرصة مواتية للتواصل الثقافي العميق بين شعوبنا الإسلامية، وفرصة لاستثمار المشترك بينها مع شعوب العالم".
من جهته، تحدث المدير العام للإيسيسكو سالم بن محمد المالك، عن أبرز ما ستشرف عليه المنظمة من أنشطة ثقافية على مدى العام، وفي مقدمها "حفظ وتثمين المواقع التراثية والعناصر الثقافية المسجلة على لائحة الإيسيسكو للتراث في العالم الإسلامي، والمساهمة في ترميم عدد من المواقع التراثية، وإطلاق منتدى الإيسيسكو للشعراء الشباب".
وأفاد في كلمته أثناء الحفل، بـ"جدارة نواكشوط بلقب عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2023، لما لها وللبلاد بصفة عامة من أمجاد في الشعر والأدب والفقه".
وأكد المالك أن الإيسيسكو "مستعدة لتقديم دعم ثقافي كامل لهذا العام من خلال أنشطة متنوعة".
"خادمة للثقافة الإسلامية"
وفي هذا الإطار، اعتبر الباحث والأكاديمي ونائب رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين أحمد دولة المهدي أن اختيار موريتانيا عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2023، جاء لأن البلاد عرفت بأنها خادمة للثقافة الإسلامية منذ قرون، وقد نهضت بها في ظروف صعبة تختلف عن أخواتها في الدول الإسلامية الأخرى، وذلك لأن مجتمعها بدوي وهو الذي كان يضطلع بهذه المهمة.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة نواكشوط، أن العادات القبلية رسخت طيلة السنين الماضية، لأنها ضمن مجتمع بدوي يقوم على النظام القبلي، مشيرًا إلى قول مفاده بأن العلم جكني نسبة لقبيلة تجكانت وهي إحدى قبائل صنهاج القديمة، وقد تصدرت في موريتانيا في كثير من العلوم وغيرها من حضارة البلاد.
وتابع المهدي أن هذه القبائل هي الحاضنة التي احتوت المعارف جميعها في موريتانيا وحافظت عليها من الاندثار وحافظت على أدبها من الانحطاط.