نفت موسكو، اليوم الجمعة، التخطيط لموجة ثانية من التعبئة العامة، وذلك بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا مرسومًا للتجنيد الإجباري في الربيع.
وأكد المتحدث باسم مديرية التنظيم والتجنيد التابعة لهيئة الأركان الروسية فلاديمير تسيمليانسكي اليوم الجمعة، أنه "لا توجد موجة ثانية من التعبئة العامة في خطط الأركان العامة"، بحسب ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقال المتحدث الروسي: إن "المتطوعين والمواطنين الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية وأولئك الذين أعربوا بشكل طوعي عن رغبتهم في المشاركة في العملية، عددهم يكفي لأداء المهام المسندة إليهم".
توقيع مرسوم التجنيد الإجباري
وأمس الخميس، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوم التجنيد الإجباري في الربيع، والذي بموجبه سيتم استدعاء 147 ألف شخص، إلى القوات المسلحة الروسية في الفترة من 1 أبريل/ نيسان إلى 15 يوليو/ تموز .
وذكرت وثيقة نشرت على البوابة الرسمية للمعلومات القانونية الروسية: "في الفترة من 1 أبريل إلى 15 يوليو العام الحالي، أنه ستتم الدعوة إلى التجنيد الإجباري للخدمة العسكرية لمواطني روسيا، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و27 عامًا، والذين ليسوا في الاحتياط... واستدعاء 147 ألف شخص إلى التجنيد الإجباري"، ممن يستوفون متطلبات قانون "التجنيد والخدمة العسكرية".
وتشير الوثيقة الرئاسية إلى أنه تم إصدار تعليمات إلى الحكومة والسلطات الإقليمية ولجان التجنيد بضمان تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالتجنيد الإجباري.
وأعلن بوتين، في وقت سابق، أن من بين 300 ألف شخص الذين تمت تعبئتهم، 150 ألفًا يتواجدون في منطقة العملية العسكرية الخاصة، من بينهم 77 ألفًا في الوحدات القتالية، والباقون "في الصف الثاني أو الثالث، يؤدون بشكل أساسي وظائف قوات الدفاع الإقليمية، أو يخضعون لتدريب إضافي في منطقة العمليات".
وأضاف بوتين خلال لقاء مع أعضاء مجلس حقوق الإنسان: "الحديث عن أي تعبئة إضافية هو أمر لا معنى له، ولا توجد حاجة لذلك في الوقت الحالي لا بالنسبة للبلاد أو وزارة الدفاع".
وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قد أبلغ بوتين في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن استكمال التعبئة الجزئية في روسيا، التي بدأت في 21 سبتمبر/ أيلول، حيث تم استدعاء 300 ألف شخص.
"وضع صعب" في باخموت
وتأتي هذه التطورات في وقت اعترفت فيه أوكرانيا بتقدم روسيا في باخموت، حيث أعلن مستشار الرئاسة الأوكرانية سيرغي ليشتشنكو الخميس، سيطرة القوات الأوكرانية على ثلث المدينة فقط، نافيًا حصار الجيش الروسي لها.
وتحوّلت باخموت ذات الـ 70 ألف نسمة قبل الحرب، إلى ركام بفعل القصف والمعارك الطاحنة التي تدور هناك منذ أشهر، للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية.
مدينة #باخموت تعيش حالة من الدمار والخراب بسبب المعارك الطاحنة#العربي_اليوم #روسيا تقرير: سلمان النجار pic.twitter.com/EQc4MRipCO
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 28, 2023
وأكد رئيس تحرير المجلة العسكرية السويسرية، ألكسندر فوترافير، أن الوضع في باخموت "صعب جدًا" على الطرفين، حيث تكبّد الجيش الأوكراني خسائر كبيرة وهو يتمسك بنحو 40% من المنطقة الجنوبية للمدينة، كما يتعرّض لخطر التطويق.
وأضاف فوترافير في حديث إلى "العربي" من جنيف، أن القوات الروسية مُنيت بخسائر أكبر لكنها تحقق تقدمًا ببطء شديد.
وعما إذا كان هجوم أوكرانيا المضاد في الربيع سينجح في قلب الموازين، توقّع أن تتعرّض القوات الأوكرانية لصعوبات أكثر لأن عدد القوات الروسية تضاعف منذ أغسطس/ آب الماضي، وهو ما سيزيد الضغط على باخموت والمناطق الأخرى على طول الجبهة المتاخمة لروسيا وأوكرانيا.
وعن زيارة رئيس الصين لموسكو وإمكانية تعاونهما عسكريًا، قال فوترافير إن بكين حدّدت دورها في "مبادرات سياسية" فقط وتبدي رغبة في التعاون الاقتصادي في روسيا، كما أنها لم تعد الروس بتقديم معدات عسكرية لهم.