تواجه الذاكرة الفلسطينية حربًا لا هوادة فيها إما لسرقتها أو تزييفها أو محوها كليًا. وفي مقابل هذه الحرب، يبذل أكاديميون جهدًا كبيرًا لتوثيق أهم الملامح الفلسطينية من مختلف زواياها التاريخية والجغرافية والمعمارية.
ومن هذه الجهود ما يبذل خصيصًا لتوثيق آثار مدينة القدس وبيوتها ومتاحفها بصفة عامة إضافة إلى كنوز المسجد الأقصى وقبة الصخرة بصورة خاصة، ومنها الزخارف والفسيفساء من العصرين الأموي والفاطمي التي تكسو قبة الصخرة والجدران الداخلية.
وتُعد موسوعة Palestinnica للكاتب والمؤرخ المقدسي الأردني محمد غوشة من الأعمال التي تغطي مختلف الجوانب الثقافية لفلسطين.
وتتألف الموسوعة الفلسطينية من 24 مجلدًا وقد صدرت عام 2019، كما تحتوي على 30 ألف رسمة ووثيقة وخريطة تاريخية قبل 1918.
حفظ ذاكرة فلسطين
وأكد غوشة في حديث إلى "العربي" من قطر، أن الموسوعة حظيت باهتمام عالمي وباتت موجودة داخل عدد كبير من المكتبات في العالم، مشيرًا إلى أن العمل المؤلف من 7 آلاف صفحة، يتضمّن عدة تفاصيل مذهلة لفلسطين وتحكي عن تاريخ المدن الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي أضخم توثيق صدر عن فلسطين وقد كُتب ونُشر باللغة الإنكليزية.
وتحدث أيضًا عن تأليف ثلاث موسوعات مصورة باللغتين العربية والإنكليزية هي "فسيفساء قبة الصخرة"، "قاشاني القدس" و"كنوز المسجد الأقصى"، صدرت في أغسطس/ آب 2022 تتمحور حول كنوز القدس والمسجد الأقصى، وهي من تصويره وإخراجه، مؤكدًا أن الهدف منها هو حماية وحفظ الذاكرة الفلسطينية.
وقال غوشة إن هذه الأعمال استغرقت "مسيرة حياة" لإنجازها بحسب وصفه، حيث بدأ بهذا المجال بعمر 15 عامًا، ودخل في موسوعة "غينيس" حينها كأصغر مؤرخ في العالم، مؤكدًا أنه استطاع إنجاز 80 مجلدًا خاصًا بالتراث الفلسطيني والقدس.
وأضاف: "أحاول أن أبقي القدس حاضرة في الضمير من خلال أعمال تواكب بمنهجيتها القرن الـ21 وتؤسس لمرحلة منهجية بحثية تدخل فيها القدس إلى كل مركز دراسات وتوثيق في العالم".
كما دعا العاملين في هذا المجال إلى التركيز على مدينة القدس وفق منهجية تخاطب العقل الغربي، الذي يعتمد على الفكر والإبداع بعيدًا عن العاطفة.
