تمكن الداعية والأكاديمي الفلسطيني علي الغفري برفقة عدد من الباحثين من إنجاز موسوعة تاريخية من 9 مجلدات تروي أصول العائلات في غزة تحت الحكم العثماني لفلسطين قبل أكثر من مئة عام.
وتنقّل معد الموسوعة خلال عمله في أكثر من دولة منها تركيا والمغرب وسوريا ضمن رحلة بحث عن السجلات وتدقيقها.
وأصبح بإمكان عائلات غزة معرفة جذورها خلال فترة الحكم العثماني. ويكشف الغفري في حديث إلى "العربي" أن رحلاته إلى المغرب وتركيا وسوريا والأردن امتدت لعشر سنوات.
وشارك في إعداد الموسوعة ثمانية أشخاص معظمهم من عائلة واحدة، توزعت المهام في ما بينهم بين البحث والتدقيق والترجمة.
ويروي عودة الغفري، أحد أعضاء فريق الإعداد كيف كان يستفيق من الفجر ويقضي يومه حتى ساعات الظهر في التدقيق بوثائق عثمانية مكتوبة بخط صغير. ويقول: "كنا نصورها بالهاتف الجوال إذا استعصت علينا العدسة".
ولمدينة غزة وحدها 16 سجلًا خلال فترة الحكم العثماني موزعة على خمسة أحياء سكنية.
ووثق الباحثون المناطق والأحياء في خرائط تظهر فيها حدود مدينة غزة ومنها حي الدرج والتفاح وحي الزيتون والتركمان والجديد التي ضمت أكثر من ألف عائلة فلسطينية عاشت في المدينة وكانت مسجلة في السجلات العثمانية.
ويتمنى الأكاديمي علي الغفري أن يقوم باحثون آخرون بترجمة باقي السجلات التي تخص باقي المدن الفلسطينية.
وستتيح الموسوعة للأفراد معرفة شجرات عائلاتهم في منطقة تعرضت لحروب متتالية، بحسب المعدين.
وتضيف الموسوعة مرجعًا للمكتبة الفلسطينية يدعم سياق الرواية الفلسطينية مقابل رواية الاحتلال التي أخفاها ويخفيها عن سكان البلد الأصليين.