كشف موقع "أكسيوس" الأميركي، أنّ فريق الأمن القومي في الإدارة الأميركية منقسم بشأن كيفية منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وإن كانوا يتّفقون على أنّه من دون الوصول إلى اتفاق من المرجّح أن تندلع حرب.
ووفقًا للموقع، عقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب اجتماعًا مع كبار مساعديه في الأمن القومي الإثنين الماضي، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، وهم: مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ونائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وقال مسؤول أميركي مطلع على المناقشات الداخلية لموقع "أكسيوس": "كانت هناك اختلافات في الآراء ضمن فريق ترمب بين مؤيد للحل الدبلوماسي مع إيران ومؤيد للعمل العسكري"، مشيرًا إلى أنّ سياسة واشنطن تجاه إيران "غير واضحة لأنّها ما زالت قيد الدراسة كونها قضية سياسية مشحونة".
وذكر الموقع أنّ دي فانس وهيغسيث وويتكوف يجنحون إلى حلّ الأزمة مع إيران دبلوماسيًا"، معتبرين أنّه على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات لتحقيقه.
ووفقًا للموقع، حذّر هؤلاء من أنّ ضرب المنشآت النووية الإيرانية قد يُعرّض القوات الأميركية في المنطقة للخطر، وقد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في وقت حسّاس بالنسبة للاقتصاد الأميركي.
في المقابل، يُشكّك والتز وروبيو بشدة في فرص التوصّل إلى اتفاق يحد بشكل كبير من البرنامج النووي الإيراني.
ووفقًا للموقع، يعتقد هؤلاء أنّ إيران أصبحت أضعف من أي وقت مضى، وبالتالي أصبح الوقت مناسبًا للتصعيد ضدها، وأنّه على واشنطن الإصرار على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل ولو بالقوّة إذا لزم الأمر، سواء من خلال ضرب إيران بشكل مباشر أو دعم ضربة إسرائيلية.
ويتشارك أعضاء مجلس الشيوخ المقربون من ترمب مثل ليندسي غراهام وتوم كوتون الرأي ذاته مع والتز وروبيو.
ونقل "أكسيوس" عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي برايان هيوز قوله، إنّ الرئيس "كان واضحًا بأنّه لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي، وقد أذن ترمب بإجراء مناقشات مباشرة وغير مباشرة مع إيران لتوضيح هذه النقطة"، مضيفًا أنّ "جميع الخيارات لا تزال مطروحة، إذ إن ترمب أوضح أنّه لا يمكن للمفاوضات أن تستمرّ إلى أجل غير مسمّى".
جولة جديدة من المفاوضات
والسبت المقبل، تنعقد الجولة الثانية من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في روما وستستضيفها وزارة الخارجية العمانية، حيث تتسارع الخطوات للتوصّل إلى تسوية دبلوماسية، بعد جولة أولى من المحادثات استضافتها عُمان الأسبوع الماضي.
بدوره، وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي اليوم الأربعاء إلى طهران، حيث يُجري محادثات مع وزير الخارجية عباس عراقجي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي.
وقبيل وصوله إلى طهران، حذّر غروسي من أنّ إيران "ليست بعيدة" عن تطوير قنبلة نووية.
وقال في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية: "إنّها أشبه بأحجية، لديهم القطع، وقد يتمكّنون يومًا ما من تجميعها"، مضيفًا أنّه "لا يزال أمامهم مسافة ليقطعوها قبل أن يصلوا إلى تلك المرحلة. لكنّهم ليسوا بعيدين، وعلينا أن نُقرّ بذلك".
وتشتبه دول غربية من بينها الولايات المتحدة، بأنّ إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، مؤكدة أنّ برنامجها مُخصّص لأغراض مدنية سلمية.