مونديال قطر.. كيف غيّرت الدوحة الصورة النمطية عن العرب؟
يعتبر مونديال قطر 2022 أكثر من مجرد حدث رياضي، بل مناسبة لتأكيد تبادل الثقافات بين الشعوب، بعيدًا عن الصورة النمطية التي قد تكون في ذهن الآخر عن الهوية العربية.
وبهذه الروحية، تعاملت الكثير من الأسر القطرية مع الحدث، فدعوا مشجّعي المنتخبات المشاركة إلى بيوتهم للتعرّف إلى العادات والتقاليد المحلية عن كثب.
وقال عبدالله البن علي، مشارك في مبادرة استضافة المشجعين، في حديث إلى "العربي": "هذه مبادرة فردية، قام بها الوالد، حيث رتّب المجلس لاستضافة ضيوف قطر، إذ أن الضيافة هي من عادات العرب".
في المقابل، عبّر العديد من المشجّعين عن حماستهم للأجواء التي رافقت كأس العالم، حيث أُتيحت لهم الفرصة للتعرّف على قطر بناسها وأهلها وثقافتها.
وقال أحد المشجّعين، في حديث إلى "العربي"، إن السفر ليس مجرد الانتقال من بلد إلى آخر، بل مناسبة للتعرّف على ثقافة البلد وعادات أهله ومأكولاته الشعبية.
وشكّل مونديال قطر والفعاليات المرافقة له فرصة استثنائية لشعوب عديدة للتلاقي ومشاركة الثقافات والحضارات، وهو ما سعت إليه الدوحة منذ اليوم الأول لاستضافة كأس العالم.
وأوضح محمد النجار، صاحب أحد مجالس استضافة مشجّعي المونديال، أن ما قدمناه شيء بسيط في هذا السوق العالمي، مضيفًا أن ما أراده من مبادرته هو تعريف الغرب على عادات وتقاليد وثقافة ديننا الإسلامي، وتغيير الصورة النمطية عن بلادنا التي روّج لها الإعلام عبر السنين.
وقال النجار، في حديث إلى "العربي"، من لوسيل، إن المشجّعين الذين حضروا إلى مجالسنا غيّروا نظرتهم النمطية المتطرّفة إلى إيجابية جدًا حتى الذهول، معتبرًا أن مونديال قطر قدّم لهم صدمة ثقافية للمشجّعين الأجانب.
وأكد أن المونديال عرّف القطريين أيضًا إلى ثقافات من دول أخرى، كما تلقّى القطريون دعوات لزيارة المشجّعين في ديارهم، مشدّدًا على أن التكاتف والتآلف والمودة بين الشعوب في كأس العالم كان أمرًا مؤثرًا جدًا.
من جهته، أوضح عبدالله العنزي، مشارك في مبادرة مجالس استضافة مشجّعي المونديال، أن أصداء المبادرة كانت إيجابية جدًا، إذ أن المشجّعين أبدوا انبهارهم واندهاشهم بثقافتنا القطرية العربية، وبالتنظيم المميز للمونديال، وحسن الاستضافة من الشعب القطري.
وقال العنزي، في حديث إلى "العربي"، من لوسيل، إن الزي العربي والغترة والعقال لفتت أنظار المشجّعين.
وأوضح أن المشجّعين انبهروا بالترحيب الشعبي وسرعة التواصل بين القطريين وبينهم.