الأربعاء 12 فبراير / فبراير 2025
Close

ميدان ملتهب.. ما مآلات الوضع السوري في ضوء التطورات المتسارعة؟

ميدان ملتهب.. ما مآلات الوضع السوري في ضوء التطورات المتسارعة؟ محدث 03 كانون الأول 2024

شارك القصة

سيطرت فصائل المعارضة السورية على مناطق استراتيجية في حلب ووصلت إلى مشارف حماة- غيتي
سيطرت فصائل المعارضة السورية على مناطق إستراتيجية في حلب ووصلت إلى مشارف حماة- غيتي
الخط
يتصاعد مستوى الحراكات والاتصالات السياسية إقليميًا ودوليًا من أجل احتواء التصعيد في سوريا في ظل استمرار عملية فصائل المعارضة السورية وتحقيقها مكاسب ميدانية.

تتسارع تطورات الميدان في شمال سوريا، حيث أعلنت فصائل المعارضة السورية مواصلة عمليتها التي بدأتها قبل أيام قليلة، مشيرة إلى سيطرتها على مناطق إستراتيجية جديدة بينها مطار كويرس العسكري في حلب، بموازاة الوصول إلى مناطق جديدة بينها مشارف مدينة حماة إضافة إلى السيطرة على خان شيخون وريفها.

في المقابل، شنّت طائرات النظام السوري وأخرى روسية غارات على مناطق سيطرة المعارضة في حلب وإدلب ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات وتدمير منشآت مدنية.

وفي خضم التطورات العسكرية، يتصاعد مستوى الحراكات والاتصالات السياسية إقليميًا ودوليًا. ويجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي زيارة للعاصمة السورية دمشق قبل توجهه إلى تركيا، فيما قال الرئيس الإيرانيّ: إنه يجب منع أيّ تدخلات أميركية وإسرائيلية في المنطقة.

وعلى صعيد إقليمي أيضًا، أكدت الخارجية التركية أن الوزير هاكان فيدان أبلغ نظيره الأميركي أنتوني بلينكن خلال محادثة هاتفية، أن أنقرة تعارض أيَّ تطورات من شأنها أن تزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، ولن تسمح أبدًا بأنشطة "إرهابية" تستهدفها والمدنيين السوريين، حسب البيان التركي.

إجماع روسي إيراني تركي على تحقيق الاستقرار

وعلى صعيد إقليمي ودولي أيضًا، ناقش وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا الوضع المتصاعد في سوريا. وأعلن الوزراء في بيان مشترك اتفاقهم على ضرورة بذل مزيد من الجهود من أجل استقرار الوضع في البلاد، بحسب وكالة الأنباء الروسية.

ووسط ضبابية موقف موسكو، في منظور البعض، أكدت روسيا في بيان لوزارة خارجيتها على دعم سلامة أراضي سوريا وسيادتها بكل حزم، على حدّ قولها.

من جهته، أعلن البيت الأبيض مراقبته الوضع في سوريا عن كثب، وأنه على اتصال دائم بالعواصم الإقليمية، معتبرًا أن التطورات الأخيرة نتيجة لرفض نظام الأسد للعملية السياسية واعتماده على إيران وروسيا، وفق البيان الأميركي.

"فصائل المعارضة تملأ فراغًا إستراتيحيًا"

وفي هذا الإطار، يعتبر الكاتب الصحفي عمر قدور أن عملية فصائل المعارضة السورية تغطي "فراغًا إستراتيجيًا"، واصفًا إيران والجماعات المتحالفة معها في سوريا "بالرجل المريض الذي حان الأوان لتقاسم تركته".

ورأى أن الفصائل السورية المعارضة تغطي المساحات التي لن تعود إليها الجماعات المتحالفة مع إيران. 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من باريس، يعتبر قدور أن ذلك "لا يلغي أهداف فصائل المعارضة في إحداث التغيير في سوريا"، لافتًا إلى أن عددًا كبيرًا من مقاتلي الفصائل المعارضة هم من المهجرين من حلب. 

وفي قراءة للمشهد الميداني، يرى قدور أن عملية "ردع العدوان" توقفت عند مدينة حماة حيث بدأت ردود الأفعال بالظهور، مرجحًا وجود "خطوط مرسومة من الخارج" تفرض مسار العملية، مشددًا على أهمية التفاهمات التركية الروسية والدور الأميركي في شرق سوريا. 

دعم إيراني للنظام السوري

وفي ما يخص التحركات الإيرانية، يوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حسين رويوران أن إيران لطالما اعتبرت أن "التيارات التكفيرية هي تهديد للأمن الإقليمي" حسب قوله، لافتًا إلى "أن الأمن القومي الإيراني هو جزء من الأمن الإقليمي وأن إيران لا يمكن أن تقبل بسيطرة هذه التيارات في سوريا أو العراق". 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من طهران، يعتبر رويوران أن زيارة عراقجي إلى سوريا وإعلانه أن بلاده ستدعم دمشق وبقوة، يعكس الموقف الإيراني الداعم للنظام السوري أمام فصائل المعارضة التي تقدمت في حلب باتجاه حماة. 

لكن أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران يستبعد وجود تفاهمات روسية تركية "لأن روسيا ضمنت النظام السوري في اتفاقات وقف التصعيد في سوتشي فيما ضمنت تركيا عدم تحرك المعارضة"، معتبرًا أن عملية "ردع العدوان" تمثل "سقوطًا لاتفاق خفض التصعيد". 

كما يرى رويوران أن "تركيا نقضت عهدها، ما أتاح تحرك فصائل المعارضة السورية". 

"تحرك المعارضة رد على هجمات النظام في إدلب"

من جانبه، يشير الأكاديمي وكبير الباحثين في مركز سيتا للأبحاث مراد أصلان إلى أن "تركيا بدأت في جهود دبلوماسية لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد وطالبته بالجلوس إلى الطاولة لنقاش ما يمكن فعله وبالالتزام بقرار الأمم المتحدة 2254، وهو ما رفضه الأسد". 

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من أنقرة، يلفت أصلان إلى أن جيش النظام السوري هاجم إدلب وريفها، معتبرًا أن عملية "ردع العدوان" هي "رد على هجمات النظام السوري على المدنيين". 

أصلان يقول: "يجب أن ننظر في نوايا إيران وروسيا"، لافتًا إلى نزوح 14 مليون سوري فيما قتل مليون سوري بذخائر النظام السوري وروسيا وإيران، معتبرًا أن "إحلال العدالة على الأرض يفرض وجود سوريا الديمقراطية الموحدة التي تقودها حكومة قانونية مشروعة وليس وكلاء لإيران أو لروسيا"، حسب قوله. 

ويلفت أصلان إلى أن تركيا التزمت بمخرجات أستانة، مشيرًا إلى "أن الوجود التركي في إدلب يرتبط بالرصد والمراقبة وليس بالمشاركة في عمليات فصائل المعارضة السورية التي بدأتها هيئة تحرير الشام". 

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة