أدى انفجار ضخم في ميناء رجائي الإيراني بالقرب من مدينة بندر عباس السبت، لمقتل 28 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من ألف.
وتسبب الانفجار في اندلاع حريق لا يزال مستمرًا الأحد وانفجارات أصغر في حاويات قريبة.
ويعتبر ميناء رجائي أحد أهم المراكز البحرية في إيران، ويقع على الساحل الشمالي لمضيق هرمز الذي يمرّ عبره خمس إنتاج النفط العالمي.
ويمتدّ المرفأ على مساحة 2400 هكتار ويضم مرافق تخزين، كما يعتبر أكبر ميناء تجاري وأكثر المرافئ ازدحامًا في الجمهورية الإسلامية.
وتصنّف المنطقة حيث يقع الميناء بأنّها اقتصادية خاصّة، كما أنّها بمثابة مركز رئيسي لعمليات الاستيراد والتصدير والشحن وإعادة الشحن في إيران.
قاعدة رئيسية للبحرية الإيرانية
وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ حوالي 50% من إجمالي التجارة الإيرانية تتم عبر الميناء، إضافة إلى حوالي 85-90% من إجمالي حركة الحاويات.
ويعدّ ميناء رجائي جزءًا من منطقة بندر عباس الكبرى التي تمتد على مساحة تصل إلى حوالي مئة كيلومتر مربع ويقطنها نحو 650 ألف شخص.
كذلك، يضم الموقع قاعدة رئيسية للبحرية الإيرانية.
ويشكل ميناء رجائي إلى جانب ميناء باهنر القريب، مكوّنًا أساسيًا للبنية التحتية التجارية والاستراتيجية في بندر عباس.
ومنذ سنوات، يشهد الميناء عمليات توسعة، تشمل بناء صومعة للحبوب وموانئ صيد جديدة.
ووقّعت السلطات على اتفاق لبناء خزانات نفطية في الميناء بسعة 80 ألف متر مكعب، وفقًا لوكالة مهر للأنباء.
ووقع الانفجار قرابة ظهر السبت، على الأرجح بسبب تخزين مواد خطرة ومواد كيميائية، حسبما نقلت وكالة إعلام محلية عن هيئة الجمارك في الجمهورية الإسلامية.
وامتدّ الحريق الناجم عن الانفجار إلى حاويات أخرى في الميناء، ما أدى إلى انفجارات أصغر واندلاع المزيد من الحرائق المستمرّة الأحد.
وطلبت السلطات من سكان المنطقة البقاء في منازلهم "حتى إشعار آخر" أو استخدام أقنعة في حال الاضطرار للخروج، مشيرة إلى انبعاث غازات سامّة.
"السبب الدقيق للانفجار غير واضح"
وأكدت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع المشتقات النفطية أن الانفجار "ليست له علاقة بالمصافي أو خزانات الوقود أو أنابيب النفط المرتبطة بالشركة في تلك المنطقة". ولا يزال السبب الدقيق للانفجار الذي وقع السبت غير واضح.
وفي حين أن الحوادث والحرائق في المصانع والمعامل ليست أمرًا غير معتاد في إيران، إلا أن وقوع انفجار بهذا الحجم يبقى أمرًا نادر الحدوث.
وفي مارس/ آذار 2024، أدى حريق في مصفاة آفتاب النفطية بالقرب من بندر عباس إلى مقتل عامل وإصابة اثنين آخرين أثناء القيام بأعمال صيانة.
وفي مايو/ أيار 2020، نُفذ هجوم إلكتروني كبير على مرفأ رجائي أدى إلى توقف حركة الشحن وتعطيل أنظمة الخدمات اللوجستية، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.
وذكر التقرير أنّ الهجوم نفّذه "عملاء إسرائيليون"، بينما لم يؤكد المسؤولون الإيرانيون وجود صلة للدولة العبرية بالواقعة.